شبكة المدى/ صنعاء - غالب راجح:
اليوم ذهبت لشراء سكر ودقيق لبعض الأسر دعم من احد رجال الخير..... استأجرت دينا وذهبت الي تاجر الجملة ....
اثناء التحميل احد العمال الحمالين اشوفه يحرك فمه ويتمتم بكلمات بالبداية قلت مسكين الرجال شكله بداية جنان .....!
اقتربت منه اكثر اثناء عدي لرصات الأكياس فإذا به يقراء من سورة الأعراف ويتمتم: "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا....... " ويستمر بالقراءة.
تسمرت مكاني
كيف هذا رجل شائب في الستينات من العمر منظره لا يوحي انه متعلم رث الثياب لكن جسمه صلب متماسك ....!
وبداءت استمع له كلما دونت منه واذا بالرجل مواصل القراءة رأيته وهو في المخزن يسجد فوق رصات الاكياس وهو قائم عرفت انه يقراء" (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩).
اخر كيس طرحه فوق الدينا وقد انتقل لسورة الأنفال ويتمتم"ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ..... "
قتلني الشجن: من يكون هذا الرجل؟ واي روح عظيمة تلك التى يحملها بين جوانحه....!
بعد التحميل وبعد ان اخذ العمال حسابهم، اخذته علي جنب وبداءت احاوره واتحدث معه ......!
يا الله
يا للهووووووول اتضح لي انه احد الدكاترة في جامعة صنعاء ......!
واحد مدرسي القرآن الكريم في الجامعة ...... اخرج لي بطاقته عرفني الي نفسه .....
نعم انه هو ذاك الشيخ الذي اقراء اسمه غالباً في كتب تفسير القرآن الكريم.......
استحلفني بالله ان لا اذكر اسمه او اشير اليه .....!
ما الذي ساقك الي هنا .....
قال وماذا اعمل زملائي اما فارين في الرياض او في المعتقلات.
لدي 8 بنين وبنات وزوجتان واب مشلول عمره اقترب من التسعون وام كذلك .....!
قال لي وهو يطبطب علي كتفي وبشاله يمسح دموع عيني : يا ولدي انا اخوض جهاد هنا اكبر من اؤلئك الذين في المتارس واكبر من اؤلئك الذين في الفنادق .....
هذا هو جهادي الأكبر..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق