قال: بنى شبكة انفاق عملاقه منتظمه مسافاتها تربط بين المدن تحت الارض .........
شبكة المدى/ كتابات - يعقوب محرز جارالله:
انا عندما اقول اني كدت ان اصنف علي عبدالله صالح ادهى عسكري في العالم فأنا لا أبالغ بهذا التصنيف .. وعندي ما يثبت ذلك .. فنحن العسكريون ندرك تماما ً ماذا تعني العسكريه والدهاء العسكري ..سأورد بعض النقاط التي حدثت مؤخرا ً وتدل على دهاء الرجل . كالتالي :-
كان رد علي عبدالله صالح في بداية العدوان ردا ً رزينا ً تميز بالدهاء العسكري والصبر وعدم الاستعجال . مما أوحى لخصومه بأنه قد فقد توازنه بسبب الضربه الجويه المباغته .. بينما هذا لم يحدث ..
فأسباب عدم رد علي عبدالله صالح في الأيام الأولى يعود الى إتكيت عسكري يُسمى ( التصعيد العسكري ) . الذي يعتبر أقوى سلاح عسكري وسياسي ونفسي يربك العدو ..
بالمقابل الطرف الاخر المتمثل بالسعودية وحلفائها لم يتخذوا سياسة التصعيد. بل قاموا بكشف اوراقهم وإستخدام أقوى قوتهم منذ الوهله الأولى. وهو سلاح الجو (الطيران ) محاولا ً منذ الوهله الأولى ضرب كل معاقل جيشنا اليمني برا ً وبحرا ً وجوا ً ..
وهذا ماجعله يخوض في دوامه لمدة عام ونصف دون تحقيق اي اهداف استراتيجيه سوى بعض الاهداف التي لاتعتبر بالقاموس العسكري اهدافا ً بل تعتبر افلاسا ً عسكريا ً مثل (ضرب المنشآت المدنيه. والقرى. والمدن .. والسيارات .. … الخ )
وهذا ماجعل المملكة تعلن للعالم في الايام الاولى انها انتصرت في الحرب واخضعت الطرف الاخر.
بل وكان مسؤليها العسكريين يتحدثون بلهجة الانتصار. وهذا بسبب جهلهم العسكري لإتكيت التصعيد العسكري ..
عموما ً عام ونصف وهم يعلنون انهم على مشارف صنعاء وان ساعة الصفر لتحرير تعز قد بدأت. وانهم يتقدمون ويخوضون وينتصرون ..
ليكتشف العالم بالنهاية ان الجيش اليمني متوغل برا ً في المدن السعوديه.
وأن كل انتصارات السعودية المزعومه لم تكن الا مجازر تذبح المواطنين العزل ولم يستطع العدوان المساس أو اضعاف المؤسسه العسكريه اليمنيه ..
لذلك تخلى العسيري عن مؤتمره الصحفي اليومي الذي كان يعقده يوميا ً لإطلاع العالم على الانتصارات اليوميه حسب زعمه .. وهذا التخلي يعود الى الفشل العسكري السعودي الذي اعلن مرارا ً وتكرارا ً عن انتصارات وتقدمات مزيفه انكشفت للعالم ..
عموما ً مايهمنا هو طريقة استراتيجية التصعيد الذي اتخذها الداهية العسكري علي عبدالله صالح وكانت كالتالي :-
منذ اول يوم على بداية الضربه الجويه اتخذ علي عبدالله صالح مسارين في خوض هذه المعركه.
١- المسار السياسي. ويكون فيه توجهات وتصريحات سياسيه تدعو الى الحوار والتمهل والتعقل .. ووضع تصريحات وتدابير سياسيه تصعيديه في حال رفض السعوديه للحوار لايتم الاعلان عنها او استخدامها الا في حينها ..
٢- المسار العسكري. والذي يتم فيه وضع استراتيجيه قتالية بريه وبحريه وجويه .. ووضع تدابير وخطط عسكريه مستقبليه تصعيديه .. لا يتم استخدامها دفعه واحدة وكشف الاوراق وانما يتم استخدامها حسب ماتملي عليه استراتيجية التصعيد ..
والان انظروا الى دهاء علي عبدالله صالح والى خطواته التصعيديه منذ بداية العدوان لتكتشفوا انه ادهى رجل عسكري على الاطلاق كما وصفته صحيفة بوست واشنطن الامريكيه .. فكانت خطواته كالتالي ..
فور بداية العدوان حصل التالي.:-
عقد علي عبدالله صالح اجتماعا ً طارئا ً مع كبار قيادات الجيش وكانت الأولويه في هذا الاجتماع هي
انقاذ الصواريخ اليمنيه وعدة وعتاد معسكرات الجيش اليمني من الضربات الجويه وتغيير اماكنها ( وهذا ماحدث بالفعل. فالطيران لم يستطع تفجير حتى دبابه واحدة في المعسكرات بسبب الإخفاء السريع لكل عدة وعتاد المعسكرات واقتصر الضرب على المباني الاداريه للمعسكرات فقط)
تم في هذا الاجتماع تحديد قوة الجيش الفعليه التي ستقف ضد العدوان وتحديد قادة المعسكرات الذين سيقفون مع العدوان وهم القله القليله.
بالطبع علي عبدالله صالح وقتها لم يكن يمتلك الشرعية القانونيه الدوليه لتحريك جيش الدوله لأنه مجرد رئيس حزب ولايحق له اصدار اي اوامر للمؤسسه العسكريه .. لكنه حقيقة الأمر كان يملك ذلك لأن هذا الجيش من صناعته وكل افراد وضباط وصف ضباط وقادة الجيش لازالوا يدينون له بالولاء العسكري لأنه الوطني الوحيد الذي دافع عن الجيش ووقف بجانبه ضد (الدنبوع الفار ) الذي ذهب يعرض خريطة معسكرات الجيش لطيران التحالف .. ..
تم فيه تحديد الاهداف السعوديه التي ستضربها الصواريخ اليمنيه . كمرحله اولى من التصعيد الصاوخي .. واعداد اهداف اقوى فأقوى وأقوى لايتم استخدامها الا بالترتيب التصعيدي . وهذه الاهداف معده مسبقا ً ومنذ زمن ٍ قديم. وإلا لما كانت لدوله مثل اليمن ذو الحدود البحريه ان تشتري صفقات الصواريخ الهائله بعيدة المدى ..
وهذا يدل على يقضة الجيش اليمني وتوقعاته لخوض حرب مع الجاره السعوديه ذات الاسطول الجوي الاقوى. الذي لا يردعه الا الضرب الصاروخي ..
كما تم ايضا ً تجهيز كتائب مشاه بريه داخليه لمختلف المناطق التي يتوقع ان تضهر منها خيانات داخليه يدعمها العدوان ..
تم تحديد قوة مشاه بريه ناحية الحدود ورسم خطة عسكريه لإجتياح الحدود تتماشى مع خطر الطيران الجوي وتأمين خط الامداد الخلفي لهم .. لاستخدامهم كنوع من استراتيجية التصعيد العسكري وقت اللزوم.
الاجتماع والاعداد للمحور الاخر وهو المحور السياسي المحلي والدولي وتحديد الشخصيات والبنود والأولويات السياسيه في حال قبلت السعوديه بالحوار ..
والى الان لم يتم استخدام أيا ً من البنود السابقه .. بل كان الجيش في حالة اعداد وتأهب للنقاط السابقه .. اما علي عبدالله صالح فقد ضل يعمل بالجانب السياسي كرئيس حزب ويدعو الى الحوار .. وضل اربعين يوما ً تحت القصف دون اي رد كنوع من العمل السياسي الدولي الذي ينص على : ( اي دوله تقوم بعمل عسكري ضد اي دوله اخرى ولم ترد الدوله الاخرى لمدة اربعين يوما ً فيتم اجبار الدوله التي تستخدم العمل العسكري على التوقف الفوري )
بعد انتهاء الاربعين اليوم لم يحرك مجلس الامن اي ساكن ..
لذلك كان لابد من الرد ولكن تحت استراتيجية التصعيد ..
ففي وقت كانت السعوديه تعلن انتصاراتها وتعلن تدمير كافة قوه الجيش اليمني. وفي وقت اصدر جميع المحللين السياسيين في العالم بتدمير الصواريخ اليمنيه .. بدأ الرد الاول وهو كالتالي :
اجتياح بعض افراد الجيش لبعض التخوم السعوديه ( بشكل لايوحي بقوة جيش حدودي وانما بعض افراد يهاجمون بعض المواقع العسكريه وتعود بسرعه خاطفه ) مما جعل السعوديه تهزأ بهذه المجاميع. وتتنفس الصعداء ضنا ً منها انه لم يبقى من الجيش اليمني الا تلك المجاميع التي لاترقى لاحتلال مدينه وانما تمارس حرب عصابات حدوديه وتلوذ بالفرار ..
الرد الثاني :-
تم اطلاق صواريخ بسيطة محلية الصنع على بعض المواقع العسكريه الحدوديه والتي تبعد بمئات الكيلومترات عن المدن السعوديه الرئيسيه ..
وهذا ايضا ً ماجعل السعوديه تهزأ بهذه الصواريخ التي لم يصل مداها حتى الى عمق المواقع العسكريه السعوديه .. فأجزمت السعوديه انها فعلا ً قد قضت على كل قوة الجيش اليمني الصاروخيه ..
بينما الحقيقة ان الداهية اليمني علي عبدالله صالح كان بهذا قد حقق هدفه في ايهام العدوان لتلك الصورة فكف الخطاب عن جبل عطان ونقم و… و….
حتى تمكن الجيش اليمني من تغيير مواقع الصواريخ ومن تغيير اماكن العدة والعتاد العسكري ومدرعاته وسحبه من المخازن ذو الدرجه الاولى الى المخازن ذو الدرجه الأعلى ..
وكما تم سحب الصواريخ الى اماكن اطلاقها استعدادا ً لمرحلة التصعيد المقبله ..
وقمة الوهم ان يقول قائل ان التحالف استطاع تدمير الصواريخ في فج عطان وغيره ..
فتخزين الصواريخ في فج عطان اساسا ً لم يكن الا عبر ووفق دراسات عسكريه لحمايتها من ضربات الطيران السعودي ولم يتم بناء هذه المخازن والانفاق الهائله إلا بعد شراء السعوديه لأساطيل جويه عملاقه بالتأكيد لم تكن اهدافها هو اخماد حركات التمرد الداخلي بالمملكه. وانما تكون اهدافها واستخداماتها للحروب الدوليه ..
وبما أن الجاره الشقيقه اهتمت ببناء هذا الاسطول لذلك كان لزاما ً على ( الجار الاخر – اليمن) أن تحتاط لمثل هذه الضربات وان تبني اقوى المخازن (الأنفاق) لهذه الصواريخ تحسبا ً لأي هجوم مباغت ..
ومثلما تحسب الجيش اليمني لبناء مخازن الصواريخ والسلاح فقد تحسب ايضا ً لطريقة خروجها واستخدامها.. فهناك انفاق هائله وبوابات ضخمه لايتوقعها احد مطلقا ً .
ولاتستطيع العين وصفها..
ولا اكون مبالغا ً حينما اقول لكم أن علي عبدالله صالح قد بنى شبكة انفاق عملاقه وخياليه منتظمه ترتبط ببعضها البعض لمسافات تصل الى الربط بين المدن تحت الارض.
ومايهمنا في هذا ..
أن اول رد يمني بري وصاروخي كانت المملكة تهزأ منه لركاكته حسب وصفها .. وهذا ماجعل المملكه ترفض اي حوار مع علي عبدالله صالح وتعلن وبكل قوة وثقه ان هدفها بعاصفة الحزم واضح وهو اعادة شرعية الدنبوع وسحب السلاح وعودة انصارالله من جميع المحافظات ..ولاحوار مطلقا ً قبل تنفيذ هذه الشروط ..
كان التحالف غبيا ً جدا ً فقد اظهر كل قوته واوراقه في الساعات الاولى لعاصفة الحزم فقد تحرك الطيران بكل ثقله وكان هدفه من ذلك هو كتم انفاس الجيش اليمني ..
بل كان اغبى حين اعتمد على جبهات بعض المأجورين كآل الاحمر ضنا ً منه بأن تلك الجبهات كافيه لدخول المحافظات بعد اسبوع من الضربه الجويه ..
وهنا لازال علي عبدالله صالح يدعو للحوار والى الحل السلمي.
وهذا ماجعل العدوان يجزم ويصرح ويعلن بأن جيش اليمن قد انهار .. بل واجم جميع محللي العالم السياسيين على هذا ..
فعلي عبدالله صالح في نظرهم لم يعد يملك جيشا ً ولا صاروخا ً .. لذلك لم يعد لديه الا التوسل بلغة الحوار ..
بدا علي عبدالله صالح بعدها ليلمح بأن الجيش بخير وانه لم يدخل المعركه بعد .. وان الرد اليمني سيأتي في حال استمر العدوان ..
لكن تصريحاته تلك امام القنوات الماجوره وامام العدوان كانت بمثابة سخريه يتمسخرون بها ..
بل ووصل بهم الحد الى التصريحات بانزال جيش بري لاجتياح صنعاء خلال (الايام القادمه ) ..
—— الضربه الأولى —–
بينما كان قائد القوات الجويه السعوديه يزور قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز برفقة المع وادهى الطيارين الاسرائيليي .. هز القاعدة صاروخ باليستي من نوع سكود اودى بحياة قائد القوات الجويه مع طاقم الضباط الاسرائيليين .. مع طاقمي البرج والمراقبه وتدمير كلي لمطار القاعدة مع كل الطائرات والمعدات العسكريه هناك ..
كان ذلك اول رد لصاروخ بالستي يمني هز اركان عرش المملكه ووقع كالصاعقه .
فهذا يعني :
١- فضيحة ركاكة الاستخبارات السعوديه التي اعلنت للعالم بأنها دمرت كافة الصواريخ اليمنيه ..
٢- قوة القوة الصاروخية اليمنيه التي اطلقت الصاروخ بدقه عالية جدا ً جدا ً . وهذا ينبههم الى ان خصومهم هو الجيش اليمني .. وليس مجرد مليشيات جاءت من قمم الجبال ..
٣- قوة الاستخبارات اليمنيه التي استطاعت معرفة زمن ومكان زيارة قائد القوات الجوية مع كبار الجنرالات الاسرائيليي لتطلق الصاروخ محققا ً عد اهداف استراتيجية ولوجستيه في صميم العمق السعودي ..
٤- هذا يعني ان هناك اهدافا ً اقوى تحت مرمى الصواريخ اليمنيه ..
٥- هذا يعني ايضا ً لخبطة كل حسابات السعوديه .. فلن تستطيع حتى ارسال جندي واحد سعودي او مدرعه سعوديه لخوض معركة بريه لأن مصيرهم المحتوم هو الفناء بنيران الصواريخ في طرقات الحدود قبل الوصول الى الاراضي اليمنيه ..
وهذه مصيبه فقد اعلن متحدثهم العسكري بأنهم سيرسلون القوه البريه لاجتياح صن