وسط احتقان شعبي وتوتر أمني وعسكري كبير، وتحذير حكومي من تداعيات الإستيلاء على السلطة بالقوة في عدن …………
شبكة المدى/متابعات يمنية: شهد الإحتفال بذكرى العيد الوطني ال54 لثورة 14 أكتوبر 1963 في جنوب اليمن إنشقاق وإنقسام وإنفصال داخلي بين القيادات الجنوبية والإنفصاليين المنقسمين وذلك في احتفالاتهم المنفصلة عن بعضها في ساحتين منفصلتين بمدينة عدن، ووسط احتقان شعبي وتوتر أمني وعسكري كبير.
وأحتشد الآلاف من انصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال في شارع المعلا العريق، كبرى شوارع مدينة عدن الجنوبية، وطالب المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً بإجراء استفتاء لفصل جنوب اليمن عن شماله على غرار إستفتاء وإستقلال كردستان العراق.
وعلى مسافة غير بعيدة من المكان تظاهر مئات الجنوبين المناهضين للمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا، في ساحة العروض الشهيرة، التي استمرت رمزا للاحتجاج الانفصالي، المتصاعد ضد الحكومة المركزية في صنعاء منذ عام 2007.
وفي الأثناء، شهد رئيس الحكومة اليمنية، احمد بن دغر عرضا عسكريا لوحدات رمزية من القوات الحكومية في قاعدة صلاح الدين العسكرية غربي مدينة عدن، في فعالية رسمية داعمة للوحدة الاندماجية هي الأولى من نوعها منذ سنوات في معاقل الانفصاليين الجنوبيين، الذين اشتبكوا مع قوات عسكرية في محيط الاحتفالية الحكومية.
وفي الاحتفالية الحكومية حذر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، من تداعيات الإستيلاء على السلطة بالقوة في عدن.
وقال بن دغر "حذار أن تسقط الجمهورية، أو مجرد التفكير في الإستيلاء على السلطة بالقوة في عدن، كما فعل الحوثيون في صنعاء".
ومنذ أمس الخميس، تدفقت حشود المحتجين، من محافظات جنوبية عدة، الى مدينة عدن للمشاركة في التظاهرتين الجماهيريتين اللتين تعكسان انقساما عميقا بين الفصائل الجنوبية المطالبة بفك الارتباط عن الشمال.
كما تعكس تلك الفعاليات التصدعات الخطيرة بين تحالفات الحكومة في المحافظات الجنوبية، التي تصاعدت الى نقطة غير مسبوقة منذ أقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، محافظ عدن عيدروس الزبيدي والوزير هاني بن بريك المدعومين من الامارات، نهاية ابريل نيسان الماضي.
ودفعت قرارات الإقالة تلك الزعماء الجنوبيين الى تشكيل مجلس سياسي انتقالي مدعوم إماراتيا، فسر آنذاك على انه سلطة موازية للحكومة المعترف بها دوليا في ادارة محافظات جنوبي اليمن، ما أثار انتقادات محلية ودولية واسعة.
وعشية الاحتفاليات الانفصالية، اعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي امس الجمعة، نية المجلس غير المعترف به دوليا تنظيم استفتاء حول استمرار الوحدة مع الشمال، او المشروع الاتحادي.
وهاجم الزبيدي في حوار تلفزيوني حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ووصفها بـ" الفاشلة والمتهالكة ".
الزبيدي أكد عدم امكانية الشراكة بين الحراك الجنوبي وحكومة الرئيس هادي التي "يمثل جزء منها الاخوان المسلمين"، حد تعبيره في اشارة الى حزب تجمع الاصلاح الذي قال انه "متورط بدعم قضايا الارهاب ".
وكانت حملة اعتقالات واسعة نفذتها قوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام الماضية، طالت قيادات وأعضاء جنوبيين في حزب تجمع الإصلاح، فيما اقتحم مسلحون انفصاليون الخميس،المقر الرئيس للحزب ذي المرجعية الإسلامية في مدينة عدن الجنوبية وأضرموا النار فيه قبل أن يلوذوا بالفرار.
وفي المقابل رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، محاولات الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، التي أقرت جبر ضرر الجنوبيين والانتقال الى دولة اتحادية من عدة اقاليم، قائلا إن مشروع الدولة الاتحادية هو " جوهر اليمن الجديد".
وقال في خطاب بمناسبة الذكرى 54 لثورة 14 أكتوبر، انه لن يسمح باستجرار الماضي وفتح ملفاته التي اغلقها الحوار الوطني الشامل بشكل نهائي، وان على المتعطشين لفتح تلك الملفات البائسة "مغادرة هذا الوهم ".
ويسود حنين جامح في أوساط قطاع كبير من الجنوبيين الى استعادة الدولة الشطرية عند حدودها السابقة، بعملتها وعلمها وعاصمتها عدن، حيث ترى تحالفات جنوبية في الوقت الراهن فرصة سانحة للتصعيد من احتجاجاتها المطالبة بالانفصال عن الشمال، مع انشغال قوى النفوذ التقليدي في صنعاء بصراع مرير، ومتشعب على السلطة.