بعث تحية وتقدير  لليمنيين بأرض المهجر، ونصح:  لولا اختلاف حكامهم لكانوا ملوك الأرض ……… 

شبكة المدى/ واقع يروي نفسه: 

رواية حقيقية لواقع تُرجم فعلياً في الطريق العام من دولة الكويت إلى مكة المكرمة من قبل أحد الكويتيين، والذي ترجم روايته لواقعه هذا كما جاء بقوله كالتالي:
كنت وأسرتي قادمين بالسيارة من الكويت في طريقنا لأداء العمرة، وفجأة بنشر علينا كفر السيارة "الإسبير" فوقفت بجانب الخط السريع لتغييره، ولكن للأسف وجدت أن الكفر "الإسبير" فارغاً من الهواء فأُسقِطَ في يديَّ … و كان الجو حاراً جداً وأنا أقف خارج السيارة والعرق يتصبب مني وكنت أؤشر للسيارات المارة لتقف لي لكنها كانت تتعداني مسرعة دون توقف… وأستمر الوضع على هذا الحال لمدة 3 ساعات تقريباً، و سخنت السيارة لتشغيل المكيف وهي واقفة لفترة طويلة، فأضطررت أن أوقفها وعانت أسرتي من الحر الشديد حيث كانت درجة الحرارة قد تعدت 50 درجة وبدأ اﻷطفال بالصراخ مما جعلني أشعر بالخنق والغضب من الذين يعبروننا دون توقف!
وفجأة رأيت أحدهم يلوح ويصيح لي من الجانب الآخر المعاكس من الخط فقطعت الطريق رغم خطورته وذهبت إليه وقابلته عند السياج الفاصل بين المسارين "بين الحدود اليمنية والسعودية"، ووجدته أحد الإخوة اليمنيين فأعتذر لي لأنه لايستطيع الوصول إلينا نظراً لأن السياج يمنعه، وبعد أن أخبرته بوضعي وأن الناس لا يقفون لي … خلع عمامته من رأسه وقال لي إخلع عقالك هذا ولف هذه العمامة على رأسك بطريقة اليمنين، وسيقف لك أي يمني يمر بالطريق …
وظل يعلمني كيف ألبسها، ولكني لم أقتنع بالفكرة فأخذت عمامته وألقيتها على ظهر سيارتي وواصلت الوقوف والتلويح للسيارات لساعتان آخرتان دون فائدة، فلا أحد يكترث لي ومن يأسي من قبل سائقي السيارات من ابناء السعودية أو غيرهم، فقلت لنفسي:
لماذا لا أجرب نصيحة اليماني رغماً عن عدم اقتناعي بها ؟؟
 فلففت العمامة في رأسي كما علمني وبدأت في التلويح للسيارات..
 وما هي إﻻ دقائق معدودة، حتى توقف بجانبي أحد السائقين اليمنين ثم آخر وآخر حتى وصلوا إلى خمسة !!
 وبعضهم ترافقهم أسرهم وكان كل منهم يحضر إسبيره ويطابقه مع سيارتي فلا يتطابق !! ورغما عن عدم توافقه يظل واقفاً و لا يذهب !! وأثناء الإنتظار تبادلوا العصائر والمياه الباردة مع أولادي ومع بعضهم البعض، كأنهم يتعارفون منذ سنوات وحتى زوجتي و أوﻻدي أخذتهم واحدة من اليمنيات إلى سيارتهم المكيفة ﻷنهم كادوا يهلكون من شدة الحر... وعندما وصلت السيارة السادسة تطابق الكفر مع سيارتي وبعدها رافقتني كل السيارات لأكثر من خمسين كيلومتر حتى وجدنا أحد البناشر اليمانيين فأصلحنا الكفرات  وبعدها ودعوا بعضهم البعض وتبادلوا أرقام الجواﻻت وذهب كلٍ في سبيله بطريقه لوجهته..

ودعهم الكويتي بإنطباع وأمنية بقوله:
بكيت وتمنيت لو كنت يمنياً..
وبعث لهم:
تحية وتقدير لإخواننا اليمانيين بأرض المهجر فلولا اختلاف حكامهم لكانوا ملوك الأرض..

وفعلاً خلافات حكامنا السلطوية هي ما تجعلهم أحقر حكام الأرض.. 
 
Top