يقابل ذلك سِتّة ملايين إمرأة تونسيّة مُعظمهن من المُتعلّمات والمُثقّفات والمُهندسات والطيّارات ………
شبكة المدى/عبد الباري عطوان:
صحيح أن هُناك تقارير تقول أن حواليّ ألف إمرأة تونسيّة انضمّت إلى “الدولة الإسلاميّة”، سواء تَطوّعًا أو عبر الزواج من مُقاتلين فيها، هُناك من يُخطّط لتَوظيف بعضهن في أعمال إرهابيّة، ولكن هُناك في المُقابل سِتّة ملايين إمرأة تونسيّة مُعظمهن من المُتعلّمات والمُثقّفات والمُهندسات والطيّارات، والخبيرات، والأمّهات، لا يَجب أن يُؤخذن بجريرة هؤلاء، ويَتعرّضن للإهانة في المَطارات، فلا يَمر شهر دون اتخاذ حالات طوارئ في المَطارات الأوروبيّة بسبب معلومات عن عمليّات إرهابيّة مُحتملة، وتُتّخذ إجراءات أمنيّة مُشدّدة، لكن لا يتم حَظر النّساء أو الرّجال، ومطارات الإمارات تُضاهي نَظيراتها الغَربيّة في كفاءتِها الأمنيّة والعَمليّة.
الإمارات يجب أن تَعتذر عَلنًا عن خَطئِها وهذا لا يُعيبها، بل يُعزّز من مكانتها، ويجب على تونس شَعبًا وحُكومةً أن تَقبل هذا الاعتذار، وتُغلق صفحة هذهِ الأزمة فَورًا تَمهيدًا لعَودة المِياه إلى مَجاريها، وامتصاص كُل الأضرار السلبيّة بالتّالي.
أُدرك جيّدًا أن البَعض يَشحذ ألسنته وأقلامه لتَوجيه الشتائم والسّباب، وهذا ليس جديدًا عَلينا، بل إن هذا النّهج انعكس سَلبًا على أصحابِه، وجَعلهم، وبُلدانهم، يُواجهون أكبر قَدر مُمكن من الكراهية في أوساط الأغلبيّة السّاحقة من المُواطنين العَرب، وربّما المُسلمين أيضًا، وحال هؤلاء كحال الأعرابي الذي قال كلمته المأثورة: “أشبعناهم شَتمًا وفازوا بالإبل”.
لا تُوجد هُناك إبل لنَفوز بها، ولكن هُناك الكرامة، وعِزّة النّفس، وقَول كلمة الحَق في هذا الزّمن الصّعب الذي انقلبتْ فيه المَقاييس والمُعادلات.
لا خَير فينا إن لم نَقُلها، ولا خَير فيكم إن لم تَسمعوها.. وتَعملوا بِها.