عبر فيها بحزن عن أمنياته له بذلك: كنت أتحرق شوقاً لرؤية نهايتك يامن أريتنا نهايات الكثيرين  ………… 

شبكة المدى/ متابعات يمنية - مصطفى الأمين:

كتب الشيخ حمد الأحمر أحد أبرز معارضي الرئيس اليمني الأسبق الراحل علي عبد الله صالح رسالة نعي ورثاء مخاطباً فيها الرئيس صالح عن مقتله على يد جماعة الحوثي حليفته السياسية في السلطة مؤخراً.

وعبر حميد الأحمر في رسالته عن حزنه العميق الذي أصيب به صدمة لم يتلقى مثلها من قبل او حتى صالح من خلال مواقف وخصومة سابقة بينهما.

واوجز الأحمر كل ما وصفه بسلبيات صالح ومكره وخداعة ولعبه على الأوراق ومنها ما طالته شخصياً إبان حكم صالح حتى قاد الأخير أي الأحمر ثورة الربيع العربي في2011م ضد نظام صالح حتى ساهمت في اسقاطه وأوصلته لهذا المصير وهو مقتله الذي قال عنه الأحمر في رسالته التالية:  كنت أنتظر هذا اليوم على أحر من الجمر..
وأضاف:  كنت أتحرق شوقاً لرؤية نهايتك يامن أريتنا نهايات الكثيرين..
وحاول حمد الأحمر وهو أحد خصوم صالح الكبار وأحد رؤوس الثعابين الذين كان يردد صالح عنهم أنه يرقص على رؤوسهم ومثله الحوثي، حاول الاحمر  أن يعبر عن سعادته بهذه النهاية له لكنه قال يتذكر دعوة صالح الأخيرة للإنتفاضة ضد الحوثي فينتابه الحزن والألم لأنها على يد هؤلاء الذين وصفهم بالمستبدين اي الحوثيين والذين دمروا منازله وقصوره ومصالحه وهو إنتقاماً من صالح ضده عن طريق الحوثيين.

وأستلهم حميد الأحمر من إغتيال صالح قناعة أنه لم يستطع أن يحكم ولو شبر من اليمن كما كان يطمح للسلطة وسواءً هو أو غيره من بعده، بفعل دهاءه السياسي الفريد الذي وهبه اللهله من بين جميع حكام اليمن، وان من بعده قال سيمتلىء المشهد السياسي بالكثير من الأغبياء والمتهورين من بعده.
موكداً أن الأجيال ستدرس تاريخه وسيرته بشقيها السلبي والإيجابي الأبيض والأسود.
الرسالة حملت في نفس الوقت مشاعر فياضة بالحزن والألم على فراق صالح، وتيقض المشاعر وتثير الأحاسيس النفسية لإضافة نوعية من الحب والعاطفة لصالح.

وفيما يلي نص رسالة حميد الأحمر التي بدأها بنداء الفاجعة، كماهي:


يارباه
ماذا يحدث لي!
ألم أكن اكره هذا الرجل من قبل..
ألم أتفجر غضباً وحقداً عليه يوم سقوط عمران، واستشهاد قائدها القشيبي واجتياح العاصمة واحتلال معسكرات ومؤسسات الدولة..
يوم سقط علم الجمهورية وارتفع مكانه العلم الطائفي الأخضر..
يوم فجر حلفاؤه المساجد والمنازل ..
ألم اكن أزدادُ كرهاً له وحقداً عليه كلما سقط صديقٌ لي شهيداً أو وقع آخرٌ أسيراً ?!
أذكر ياصالح أنني كنت أنتظر هذا اليوم على أحر من الجمر ..
كنت أتحرق شوقاً لرؤية نهايتك يامن أريتنا نهايات الكثيرين..
فلماذا خفتُ عليك كثيراً حين حانت ودنت منك
وكيف تحول كل ذلك الحقد والغضب الى ألم وحزن كان يفترض أن يكون فرحاً وسعادةً حين تأكد لي موتك ورأيت نهايتك!
انه ليس مجرد حزن عابر ياعفاش
إنه أكبر من الحزن هذا الذي تملكني
وأكبر وأشد وقعاً من الوجع هذا الذي اجتاحني وتسرب في شراييني..
لاأعلم حقاً ماالذي يحدث لي..
كلما أعلمه أنني حزينٌ ' مصدوم مكلوم جداً لدرجة أنني كلما أردت أن أغالط نفسي وشعوري وأبتسم سبقتني تنهيدة حارة تأبى إلا أن تعكس مابداخلي على وجهي فأعبس..
وكلما أردت أن أعبر عن سعادة كاذبة بموتك لجمتني عبرةٌ صادقة -مثل محاولتك الآخيرة لاظهار توبتك وترجمتها واقعاً - ومنعني حزن مستبدٌ مثل قاتليك !
أيها الزعيم الغريب كهذا الشعور الذي اقتحمني
العنيد الثقيل ككآبة هذا اليوم ..سأقول لك شيئا وأنت تغادر هذه الحياة بتناقضاتك ودهائك 'ذنوبك وحسناتك :
اليوم فقط أيها الزعيم العنيد أيقنت وآمنت بدهائك لالملكتك السياسية الذكية ولا لموهبتك الفريدة وطريقتك الخبيثة في اللعب بالأوراق وخلطها واستثمار الأحداث والوقع وتوظيفها سياسيا و..و..و..
بل لاستطاعتك وتمكنك من تحويل مشاعر كان يفترض أن تكون مشاعر سعادة استثنائية وفرح تاريخي إلى مشاعر ألم ووجع وكربة وكآبة لم نستطع تحمل إخفائها فأفصحت عنها وجوهنا قبل أفواهنا وأحرفنا
ويجدر قبل وداعك وطي صفحتك أن أصارحك أنني حقاً لاأعلم كيف سمحت لحبك في الآونة الاخيرة بالتسرب إلى براكين الحقد والكره المتأججة بين ضعلوعي عليك وتحويلها إلى بحر من الحب سرعان ماهاج حزناً ووجعاً وعصف ألماً بموتك ..
ويجدر أيضا أن أتساءل:
هل يحزن أنصارك ومحبيك حزناً يليق بزعيم مثلك تجاوزت قدرته على التلاعب بالأحداث والأوراق إلى التلاعب بالقلوب والمشاعر والعواطف !
أنا لم أحبك الا منذ أيام فحزنت عليك كل هذا الحزن ..
فهل أنصارك وجماهيرك التي نشأت وترعرعت واعتادت على حبك -حتى عندما كنت مخطئاَ-حزينون عليك كماينبغي ويليق بك ?
أم أعطيهم بعضا من حزني فأظنه يكفي لاكمال النقص لديهم ويزيد !
علي عبد الله صالح!
وداعاً أيها الزعيم الذكي والقائد الماكر المتناقض
سيمتلىء المشهد السياسي بالكثير من الأغبياء والمتهورين من بعدك.
اغمض عينيك الآن فأظنك لم تنم منذ أيام
ونم إلى الأبد في سلام.
وسنذكر ماضيك وتدرس الأجيال تاريخك وسيرتك بشقيها السلبي والإيجابي الابيض والأسود.
وكفى الأمة والتاريخ اليمني منك نهايتك الحمراء لتذكر في باب الأبطال الأحرار وفي فصل القوميين.
وسندعوا المولى أن يعفو عنك ويغفر لك..
حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر
2017/12/5
 
Top