الدوحة تحاول كسر الحصار المفروض عليها، ونقل المعركة الخليجية إلى………
شبكة المدى/ متابعات خليجية:
لازالت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إلى ست دول في غرب إفريقيا، تواجه عديد التأويلات والتفسيرات، لكن كلها اجمعت على ان الدوحة تحاول كسر الحصار المفروض عليها من السعودية و الامارات و البحرين و مصر، فيما رأى البعض ان الامر يتعلق بنقل المعركة الخليجية الى افريقيا بعد اعلان الرياض و ابو ظبي دعمهما المالي للقوات الافريقية التي انشاتها فرنسا بمنطقة الساحل لمحاربة الارهاب و رفضت الجزائر الانضمام اليها و المشاركة في دعمها، و هو ما ادى الى ازمة خفية مع باريس.و صنفت كل التقارير سواء الاعلامية او السياسية زيارة امير قطر لست دول افريقية، ضمن محاولات الدوحة الخروج من الحصار الذي فرضته عليها السعودية و الامارات البحرين و مصر، و ان كان ظاهر التحرك كما اشارت التقارير الا ان الحقيقة غير ذلك، حيث علمت "الجريدة" من مصادر جزائرية رفيعة، ان خفايا زيارة امير قطر الى غرب افريقيا، اساسها اعادة ترتيب البيت الارهابي او الاسلاموي بعيدا عن الانظار، و مواجهة محاولات التموقع السعودي و الامارتي في منطقة الساحل، بعد دعمهما للقوات الافريقية التي انشأتها فرنسا بمبلغ 130 مليون دولار، و اضافت ان تواجد امير قطر كان برعاية جزائرية خالصة، و ذلك ردا على المغرب الذي يعتبر غرب افريقيا منطقة نفوذه، سياسيا و اقتصاديا و امنيا، كما ان جماعة التوحيد و الجهاد بغرب افريقيا الارهابية الناشطة سابقا بالمنطقة محسوبة على الاستخبارات المغربية، و بعد ان توحدت مؤخرا رفقة 3 تنظيمات ارهابية لاعلان جماعة نصرة الاسلام و المسلمين بشمال مالي، خرجت من غرب افريقيا و تواجدت بشمال مالي بجوار الجزائر.
و تابع المصدر ان توتر العلاقات سابقا بين عدد من الدول الافريقية مع قطر و منها التي زارها الامير تميم، تقف وراءه المغرب التي تدعم السعودية قلبا و قالبا، و قال ان الجزائر استغلت علاقاتها مع الافارقة، و تمكنت من اقناعهم بأهمية زيارة امير قطر، بالاعتماد على المال القطري الذي لن يكون باستطاعة المغرب تقديمه، كما ان الجزائر قدمت وثائق و ادلة تدين المغرب و تحمله مسؤولية تواطئه مع الجماعات الارهابية بغرب افريقيا من اجل زعزعة استقرار دوله، و اوضح ان قطر تمتلك علاقات قوية مع عائلة الرئيس السنيغالي السابق، عبد الله واد، في نفس مستوى علاقاتها مع الجزائر، الامر الذي فتح قنوات الاتصال مع الحكومة السنيغالية التي استقبلت تميم.
و تتفق الجزائر مع الدوحة في عديد النقاط بدليل ان قطر استجابت لطلبات الجزائر بعد تحرك قناة الجزيرة ضد المصالح و النظام الجزائريين، بالاضافة الى منع زعيم حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ، عباسي مدني، المقيم بالدوحة، من التصريحات الاستفزازية ضد السلطة، كما تم تحديد مساحة مناورة قناة المغاربية التي تبث من باريس، من مهاجمة النظام الجزائري.
و بغض النظر عن تدخل قطر في الشؤون الداخلية لعدد من الدول الافريقية، غير ان استغلت الحصار المفروض على الدوحة، للحصول على عديد المزايا و اهمها احداث التقارب بين العاصمتين، حيث ان الجزائر و بحكم علاقاتها القوية مع دول القارة الافريقية و كذا دورها البارز في القارة، عملت على فتح المجال للدوحة من اجل التواجد في المنطقة من جهة للحفاظ على مصالحها و دورها، و كذا مواجهة التوغل المغربي و الفرنسي من جهة اخرى، في ظل التواجد الصيني و الروسي الذي يساعد الجزائر كما قطر، في الاستمرار في سياستهما.
و قامت الجزائر بتحضير زيارة امير قطر لـ6 دول افريقية كانت الى وقت قريب تعادي الدوحة، رغم ان الجزائر تعلم و بالادلة ان قطر متورطة في تفجر الوضع بمنطقة الساحل، و دعمها بالمال و السلاح، لحركة الأزواد الانفصالية، وكذلك الجماعات الارهابية في المنطقة، منها "الحركة الوطنية لتحرير الأزواد"، و"القاعدة في المغرب الإسلامي"، و" حركة التوحيد و الجهاد بغرب إفريقيا"، كما ان قوات خاصة قطرية، أشرفت على تدريب عناصر من حركة أنصار الدين الارهابية، التي تمثل أحد أجنحة القاعدة في المنطقة، و ذلك بشمال مالي، و هو التصرف الذي يؤكد وجود صفقة ضخمة بين الجزائر و الدوحة.