عندما نبحث عن اليمن وأبنائه بين وسائل الاعلام، تطالعنا مشاهد تكسر الروح وتعصف بالوجدان.. وحين يسمع ذلك الأنين من أطفال اليمن، الذين يتناوب الجوع والقهر والمرض والحرمان على ………
شبكة المدى/ أمل هواري:
عندما تنهمر دموع القمر في اليمن، لوحة تعبيرية للفنان التشكيلي حكيم العاقل.
أما من معجزةٍ تضع حداً لهستيريا الرؤوس الساخنة التي تقذفنا على تخوم العدم بعيداً من كل المعادلات السياسية والتسميات المنحازة لهذا الطرف أو ذاك، ماذا يقول الله حين يسمع ذلك الأنين من أطفال اليمن، الذين يتناوب الجوع والقهر والمرض والحرمان على الفتك بأجسادهم الغضّة التي باتت أقرب الى هياكل عظمية متحركة؟!
ماذا يقول في رجال اليمن الذين هشّمتهم العواصف والحروب العبثية؟
ماذا يقول في نساء اليمن، أولئك اللواتي فرض عليهن شيوخ القبائل البقاء وراء الزمن؟!
لقد شهد التاريخ بالتأكيد على جرائم عظيمة، لكنه يشهد الآن على جريمةٍ استثنائية تضاف إلى سجلّ الجرائم الرهيب.
قالها طبيبٌ يمني: لقد تسببت "الطائرات الشقيقة" بإصابة آلاف الأطفال بارتجاجٍ عصبي، وحيث لا مستشفيات قادرة على استقبال ذلك العدد من المصابين والمرضى، وحيث لا أجهزة ولا أدوية ولا غذاء. ومن أين تأتي طالما بقيت المطارات مقفلة، كما هي حال الموانئ والشوارع مقفلة. ما الغريب في ذلك إذا كانت القلوب والعقول والضمائر كلها مقفلة؟ وحدها الحرب مفتوحة على كل أبواب العذاب والخراب والموت والغياب!
كم نحن بحاجة الى إعلان إنهاء الحرب بين داحس والغبراء.
علامَ يقتتلون ويحتربون؟!
عندما نبحث عن اليمن وأبنائه بين وسائل الاعلام، تطالعنا مشاهد تكسر الروح وتعصف بالوجدان.
كصورة تلك الأمّ، تنتظر مصير ولدها المحتوم، الذي يحتضر أمام عينيها وهي تعلم أن لا حيلة بيدها وما من شيء تقدمه إليه.
تنظر إليه بلوعةٍ وحرقةٍ تدميان الفؤاد.
لكأنّ دموعها جفّت، وما عادت تبالي حتى بتلك الذبابة التي جثمت على وجهها، فتركتها تائهةً بين خطوطه المرسومة بسنوات القهر، تبوح بما تخفيه في قلبها، وكأنها في عالم آخر!
في مشهد أكثر تراجيدية، نشاهد ذلك الشاب الثلاثيني الذي بُترت ساقه نتيجة تعرض منزله لاحدى الغارات، ينتقل على عكازيه وهو يعمل حمّالاً، ينقل البضائع على رأسه كي يستطيع تأمين قوت أسرته!!! مشهدٌ يحمل جبروتاً وإصراراً وعزيمةً وعزّة نفسٍ عزّ نظيرها لأناسٍ كل ذنبهم أنهم خلقوا في تلك البقعة الجغرافية التي تتعرض لسخط الزمان!
اليمن، تلك الغيرنيكا العربيّة القاتمة، التي سقطت على أسوارها كلّ أكاذيب السياسة والمال والإنسانية.
أوقفوا تلك المأساة.
ارفعوا أصابعكم عن الزناد ولو للحظة، لعلّ أنين أطفال اليمن الذي يصمّ الآذان، يجد طريقه الى ضمائركم الميتة.
عندها فقط تدركون ما معنى أن تنهمر دموع القمر!
إرسال تعليق