الأحرار: الثورة يخطط لها العباقرة وينفذها الأبطال ويتولاها الأنذال، وفي التفاصيل التالية نكشف من خطط ومن نفذ ومن تولى الثورة وتآمر على مكاسبها ومناضليها الأحرار ………
شبكة المدى/ اليمن ثورة وثوار - محمد الهاملي:
لقد تكلل عام 1962م بالإنتصارات للأحرار والضباط المناوئين للحكم الامامي الظالم وكان في مقدمتهم المناضل عبدالله السلال وعلي عبد المغني والعديد من الأحرار الذين قادوا الثورة، حتى سيطر الجمهوريون على مقاليد الحكم وقُتل الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 على أيدي الثوار وانتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1962م، وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.وتلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم والمساندة من السعودية والأردن وبريطانيا، في حين تلقى الجمهوريين الدعم من مصر جمال عبد الناصر. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.
أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري.
26 سبتمبر.. ثورة شعب أنهت وقضت على الإستبداد والظلم والفقر والمجاعة والإستعمار من أرض اليمن جنوبه وشماله، لهذا يحاول من كان بالأمس في مزبلة التاريخ ان يغيرها ويؤدلجها لخدمة نفوذه ويتظاهر بالجمهورية بأهدافه ومصالحه بل بمطامع قوى خارجية ينفذون أهدافها كأجندة لها في اليمن.
وآخرين الذين زعموا أنهم من مناضلي هذه الثورة الخالدة وهم ممن تولوها وسيطروا عليها وأدلجوا مسارها وأحتكروا مكتسباتها وأقصوا دور مناضليها الأحرار الذين قضوا على الكهنوتيين الثيوقراطيين الذين كانوا يستبدون اليمن ارضاً وثقافةً وانساناً والذين يعيش بعض منهم في أراضِ السعودية الجارة السوء لليمن كما يراها اليمنيين.
عاشت اليمن في فترة حكمهم أسوأ مرحلة عبر التاريخ فقد كانوا يعتقدون ان كل شيء لهم حتى التعليم، لقد كانت وسائل التعليم والمراكز التثقيفية تُمنع عن الناس بحجة انها رجس من عمل الشيطان, وبالأصح أنه كان يخاف ان لا يعي الشعب ويقوم ضده ويطيح بحكمه.
26 سبتمبر .. ثورة الآباء والأجداد والذكرى الـ56 عيد كل الأحرار وسعادة الأجيال مهما حاول أعداءها اليوم طمسها وتغيير مسارها وإقصاء رواد الثورة، ولا يشكك بها أو يتجاهلها إلا من كان إمامي أو حاقداً على هذا الشعب، ومن لا يعي معنى النضال والتضحيات التي توجت لأجل أن ينعم الجميع في هذا الوطن به وبأمن واستقرار ومكاسب وخيرات ثورته السبتمبرية والأكتوبرية في وطن خال من الدكتاتورية والظلم والإستبداد الذي يتجدد، وهذا يعني أن ثورة 26 سبتمبر ثورة تتجدد لكونها رسمت طريق النضال والكفاح للتحرر من الظلم والاستبداد والطغيان والدكتاورية في كل زمان ومكان.
وفي حين تأتِ الذكرى الـ56 لثورة 26 سبتمبر واليمن يعيش أسوأ مراحل الحاضر نتيجة التآمر على مكاسب وخيرات هذه الثورة الأم وكأن التاريخ يعيد نفسه، فتشت شبكة المدى في ذاكرة ممن عاصروا مراحل النضال وفي روايات ثوار أحرار عن مراحل هذه الثورة وتضحياتها وروادها، فأكتشنا ثوار أحرار تم إخفاءهم واقصاء وتهميش أدوارهم وهم ممن صنعوا النضال والكفاح وكانوا يمثلون مهندسين ومخططين للثورة، الأمر الذي تم حجب واقصاء أدوارهم تلك من قبل ممن تربعوا على سلطة حكم الدولة وبدعم ومساعدة من قبل السعودية مدعين انهم من مناضلي الثورة.
مناضلين أحرار.. ناضلوا ببسالة وعاشوا مظلومين ورحلوا بصمت
الذكرى الـ56 لثورة سبتمبر رغم كونها اول ذكرى يتيمة لها! وتمر واليمن في أسوأ ظروفه المختلفة لكنها كشفت عن المحظور وهم الأحرار المخفيين والمقصيين بفعل المتآمرين على الثورة أمثال المناضل حسين عيسى والذي كان أبرز من تم إقصاء دورهم فتعرض لظلم ممن تولوا الثورة زاعمين أنفسهم مناضلين ومن قبل الدولة حينها، إذا بدأت المؤامرة ضده من بعد حكم الرئيس الحمدي حتى رحل بصمت لينال جزاءه مكرماً من رب العباد.
مهندس الثورة وصانع النضال:
وفي هذه الذكرى، أكتشفت شبكة المدى أن المناضل الفقيد "حسين عيسى" والمعروف بحكيم الأحرار كان من أبرز مهندسي الثورة، والذي كان يتسم بالشجاعة والبسالة والتحريض على قيام الثورة وأنه كان يتسم بدهاء ملفت يتغلب به على مكر الإمام، وكان يسخّر كل ما كان لديه من أموال وسلاح وعتاد للثوار والثورة، وكان يتسم بالقومية والغيرة، وكان يتسم بعلاقات خارجية أبرزها مع المصريين وتحديداً مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعلاقة داخلية مع أبناء مجتمعه اليمني وكان يمثل سلطة قبلية، فواصل مسيرته الحياتية بأدوار خيرية وقبلية وتبنيه القضايا الاجتماعية والقبلية، وووكثير أدوار أُخفيت بعد الثورة بإقصاء المناضل الحر والكريم حكيم الأحرار وشيخ القومية حسين عيسى من الحياة السياسية والحقوق المشروعة، مثله مثل أولئك المناضلين الذين تم اقصاءهم من قبل مدعيي النضال الذين تولوا الثورة بعد، وتربعوا على حكمها وسلطتها وتطبعوا مع السعودية وهم ممن وقف حسين عيسى لإنقاذهم من ظلم الإمام.
26 سبتمبر.. ثورة تاريخ وثروة حاضر:
وقيل أن هدف الشيخ المناضل الفقيد حسين عيسى أن ينعم الأبناء والأحفاد بثروة مكاسب الثورة مقابل هذه التضحيات التي يقدمها الآباء والأجداد في ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وهو أحد أهداف الثورة الداعي إلى تحسين مستوى معيشة الشعب.
وروي أن من تواضع ورصانة الشيخ حسين عيسى أنه بعد الثورة ورغم ما تعرض له من اقصاء وتهميش لدوره الثوري لم يتباهى بدوره وبما قدمه، بل واصل مسيرة العطاء الوطني والإنساني في خدمة الوطن والإنسان.
أعتبر المصريين بأن المناضل حسين عيسى مشتبه فيه بشقيق هادي عيسى في محاولة منهم للتخلص منه فنجأ بدهاءه الذي كان يتسم به، والسبب تخوفهم من ثقله القبلي.
انقاذ الشيخ الأحمر:
أعتذرت قيادة الجيش المصري فيما بعد للشيخ حسين عيسى مما حدث له، عندما ادركت ثقله ودوره الثوري ومواقفه فمنحته التقدير والاحترام.
عندما حاصر الملكيين منطقة ريمة حميد وكان فيها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر جمع الشيخ حسين عيسى الأحرار مهباً لنجدته، وبعد معارك حامية تمكن الشيخ حسين وأحراره من فك الحصار ودحرهم واخراج الشيخ عبدالله من وسط الدبابة التي كان يختبئ وسطها، وعانق الاحمر حسين عيسى وقال: الحمدلله الذي أرجع لي ضلع من ضلوعي وكان مصابا في قدميه وتم اسعافه بعد.
حارس الثورة وحكيم الأحرار:
منحته قيادة الثورة اليمنية كامل الثقة وكانت تعتبرة أمن وحارس الثورة في نفس الوقت لكونه كان يتفقد المواقع والمناطق التي تقع فيها مشيخه للتأكد من قيامها بدورها في حماية المداخل الى العاصمة من الهجمات.
علاقة ونهج قومي:
بفعل انتهاج المناضل حسين عيسى النهج القومي أرتبطت علاقته بالرئيس القومي الراحل جمال عبد الناصر عندما زار اليمن في 23 ابريل 1964م، وكان للمناضل دوره الوحيد في استقبال وتضييف الراحل جمال، إذ حشد المناضل عيسى يوم 24 ابريل جماهير غفيره من الشعب اليمني إضافة إلى قبيلته من مشائخ وعقال وأعيان وقدم خمسين رأس من الغنم وأربعة رؤس من البقر إلى مقر إقامتة الراحل جمال في القصر الجمهوري لتقديم واجب الضيافة حتى مغادرته، وعبر الرئيس الراحل جمال عن اعجابه بشهامة ونخوة وقومية الشعب اليمني وحبه له، والتقى جمال عبد الناصر بالمناضل عيسى في القصر، وعبر جمال عن شكره للمناضل وعن شهامته ودوره النضالي ضد حكم الإمامة ولعدم رضوخه لسياسة السعودية فأعتبره جمال عبد الناصر شيخ القومية.
في هذه الوثيقة التي عثرت عليه شبكة المدى تحتوي رسالة من قبل الشيخ حسين عيسى موجهه إلى رئيس الجمهورية المشير السلال حينه كشف فيها عن قيام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة لصنعاء لأنه كان على تواصل معه بحكم علاقته به، فشدد فيها على ضرورة تجهيز حفل استقبال له ولإكرامه كضيف عزيز على اليمن.
وفي عام 1965م واعجاباً من الرئيس جمال بأصالة وكرم وقومية وعروبة وشهامة وحكمة الشيخ حسين عيسى بعث إليه عبد الحكيم عامر كمبعوثاً خاصاً حاملاً له هدية تليق بمكانة الشيخ حسين عيسى وبمهديها.
وهذه الهدية عبارة عن درع جمهورية مصر العربية للمناضل حسين عيسى من الرئيس جمال، والمناسبة تقديراً له على حرصه على الوحدة العربية، وتأكيداً بأن أمن اليمن من أمن الوحدة العربية، وعودة الأراضي اليمنية المنهوبة من دول الجوار ممثلة بالسعودية التي تثير الفتن وتزرع البلابل في اليمن حتى هذا الحين.
ووفقاً لرغبة المشير السلال رئيس الجمهورية وضع الدرع كهدية قومية من الراحل جمال عبد الناصر وضع في القصر الجمهوري تعبيراً وافتخاراً بالرئيس جمال.
نقطة ارتكاز ثوري:
فتح المناضل الفقيد حسين عيسى منزلة في صنعاء بمنطقة حزيز لقادة الثورة ودعمهم بالمال والسلاح، وقدم المشورة والرأي للعمري والسلال، وكان يمثل منزلة نقطة ارتكاز للثوار للنقاشات والمشورات والدعم.
فتح المناضل الحر الكريم والخيري ما بعد الثورة منزلة للجميع، كرماً لهم ولحل قضايا الناس..
أفنى الفقيد حسين عيسى كل حياته في خدمة الوطن والمواطن.
ومن أروع ما قيل ممن عاصروا الثورة وتحدثوا لشبكة المدى هو أن:
الثورة لا يخطط لها إلا العباقرة ولاينفذها إلا الأبطال ولايتولاها إلا الأنذال، وكان للشيخ المناضل حسين عيسى دوره في التخطيط ورسم ملامح النضال والكفاح والدفع للقيام بثورة سبتمبر وتحقيقها، في حين قاد ونفذ ذلك عدد كبير من المناضلين رواد الثورة وسعوا لتحقيق الثورة لا يتسع النطاق لذكر اسماءهم هنا ولأدوارهم النضالية والذين سيتم الحديث عنهم في الحلقة القادمة الثانية.!
في الحلقة الثانية نكمل مسيرة المناضل الشيخ حسين عيسى النضاليةحكيم الأحرار ومهندس الثورة، وكيف ناضل ببسالة وعاش بإقصاء ورحل بصمت.!
ونشر مقطع فيديو لزيارة الرئيس القومي المصري الراحل جمال عبد الناصر لصنعاء واستقباله من قبل المناضلين والقادة الأحرار وفي مقدمتهم حكيم الأحرار الشيخ حسين عيسى.
وكذلك أدوار أبرز المناضلين ورواد الثورة وقادتها.
شبكة المدى تكشف مهندس ثورة 26 سبتمبر وانقاذه للأحمر وعلاقته بعبد الناصر.."عيسى نضال وتهميش"
إرسال تعليق