في رسالة حررتها وبعثتها سيدة عراقية إلى الإمام الحسين عليه السلام، بدأتها بهذا العنوان رسالتي إلى الحسين بمناسبة مقتلنا لا مقتله .. جاء فيها كالتالي:
شبكة المدى/ كتابات:
السلام عليك ، يـا سيدي ، ورحمة الله وبرڪاته .
السﻻم عليك ، يـا سيد شباب أهل الجنة وخيار أهل الأرض ..
السلام عليك ، يـا ريحانة رسول الله .
هذه رسالتي لك أخطها بـقلمي الذي ما لبث أن يصمت ، إلا وصاحت قريحتي الفطرية : اڪتب !
أما بـعد ، يـا سيدي ، ها أنا قد قرأت قصة مقتلك ، وﻻ أخفيك سرا فـقـد حزنت ڪثيرا .
لڪن لم أبد حزني ، وسررته في قلبي وڪظمت غيظي فلم أتمالك نفسي ..فـفاض دمع العين والقلب .!
يـا سيدي ، أنا لست ممن يجددون الحزن في مقتلك ..
فـقد بلغني عن جدك وسيدي رسول الله ﷺ
أن ﻻ حزن بعد ثلاث ..
وأنا لست ممن يلطم وينوح على موتك ..
فـقد بلغني أيضا عن جدك وسيدي رسول الله ﷺ ، أن ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ..وأن النياحة من عمل الجاهلية ..
وٲنا لن أرفع راية سوداء ، بل أرفع يدي بـالدعاء بـأن يحشرني الله معك ..
يـا سيدي لن أطيل عليك ..
فـهل تعلم أن معرڪة الطف لم تنته بعد رغم مرور ما يقارب 1400 سنة ... ؟
وهل تعلم ، ياسيدي ، أنك منذ قتلت إلى اليوم ، وڪل شبر في أرض العراق صار ڪربلاء ؟
وهل تعلم ، ياسيدي ، أن شمر بن ذي الجوشن الذي جز رأسك في ڪربلاء ، هو نفسه من يجزر بـرؤوسنا ڪل يوم في العراق وسورية والحجاز واليمن ؟
يـا سيدي نحن نعلم يقينا انك قُتلت مظلوما .. مثلما نعلم يقينا أنك لا تعلم أننا ندفع ثمن ذلك .. فـمقتلڪ يڪلفنا ڪل يوم أنهارا من الدم !
يـا سيدي ، إن قتلوك عَطشاً ، فقد قتلونا جوعا .. وإن قتلوك عمدا لم يقتلونا سهوا .. وإن حملوا رأسك الشريف شامخا على السيف ، نحن لم نُحمل أصلا بل نُرمى أرضاً ، حتى تبلى عظامنا في الطرقات ، لنصبح أثراً بعد عين !
يا سيدي ، وأنا أقرأ ، علمت أن ثمة ترابطا بين قصتنا وقصتك .. وها هو التاريخ يعيد نفسه .. فـمثلما حرقوا الخيام على أهلك في ڪربلاء ، أعادوا الڪَرةَ اليوم وأحرقوها على أهلي في الحويجة والأنبار وديالى والموصل والبصرة ..
السبب هو لأن هذه الثورة القائمة هي مثل تلك ..
ومثلما إجتمعوا عليك في دار هانئ بن عروة ، إجتمعوا علينا اليوم في دار ڪسرى بـقم ، ولك أن تتخيل حجم ما نحن فيه من كارثـة !
يـا سيدي ، لا أريد أن أحدثك عن العرب ، فـمن باب أولى أن أحدث العرب عنك .. لڪنهم يا سيدي ، هم اليوم عبيد ، بعدما ڪانوا سادة .. وغثاء بعدما ڪانوا جيوشا وقادة ..
فقد قّتَلوا خيارهم ، ونَصّبوا فينا لا علينا شِرارَهم ، وباعوا الدينَ بـثمنٍ بخس ، فـتداعت علينا الأمم من ڪل حدب وصوب !؟
لكن نعدك ، يـا ابن خير نساء الأرض ، أننا سنبقى خير أمة أخرجت للناس ، وسنلتحق برڪبڪم المبارك وسنُڪمل المسير .. فـثورتڪم ضد الظلم ، ثورة قائمة ﻻ رجعةَ فيها أبدا ..
و ختاما ، يـا سيدي ، نسيت أن أخبرك ٲمراً : ٲن ڪل هـذا حصل وقد قتلت في ڪربلاء
فـهل تعلم مـا الذي سيحصل لنا لو ٲنك قتلت فـي الفلوجة ؟
بهذا القدر أڪتفي ولأحداث الـعراق الجسام بقيـه ، إن ڪان فـي العمر بقيـه !
سلامي لروحك الطاهرة ..
إرسال تعليق