الإمارات أبدت موقفها من الدور التركي الجديد البديل عنها في جنوب اليمن بقولها: أبوظبي أضعف من أن تواجه دولة كبرى كتركيا، عدا من دسائس يمكن أن تحيكها..
وبررت ضعفها: لكن تواجد الأتراك مع الإماراتيين في ملعب واحد سيعقد أجندات الطرف الأخير …………
شبكة المدى/ متابعات يمنية دولية:
قال الكاتب والباحث السياسي التركي فراس أوغلو أن دور بلاده في اليمن يتوسع أكثر لأسباب عدة منها “إدراك الرياض الذي تقود عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين، لأهمية نفوذ أنقرة كقوة إقليمية”.وبرر الباحث التركي تدخل بلاده لعدن جنوب اليمن باسنادها لشرعية هادي أمنياً، متابعاً: أن “زيارة نائب وزير داخلية تركيا لعدن قد تقود نحو حضور أمني مساند للسلطة الشرعية، يتجاوز تواجد أنقرة القوي في المسألة الإنسانية”.
وتابع: “هناك بعض الأمور التي ستوكل إلى تركيا أمنياً، لعل أبرزها تدريب عناصر الشرطة اليمنية، نظراً للباع الطويل لها في هذا الأمر، وعلى غرار ما تقوم به من تدريب الشرطة الأوكرانية والبلقانية”.
وأوضح الكاتب التركي أنه “بعد مقتل خاشقجي، أصبح الموقف السعودي أكثر لينا في مواقف دولية مع تركيا، ولهذا يمكن قراءة التوجه التركي نحو اليمن إلى وجود مقاربة بين البلدين”.
كما برر الباحث السياسي التركي سعي بلاده لإحتلال عدن بعد احتلالها شمال اليمن قبل قرون، برر بأن حاجة اليمن إلى الدور التركي بات ضرورياً، في الوقت الذي أصبح الوجود اليمني في تركيا واسعاً، من خلال الجالية اليمنية التي تضم رجال أعمال وتجاراً، وهذا ما يدركه صانع القرار اليمني.
وكشف أوغلو استغلال بلاده للمشاكل الداخلية والفراغ السياسي في اليمن لتتمكن من تحقيق أهدافها ومصالحها مجدداً في اليمن من عدن جنوب البلاد متوقعاً بقوله: هناك تعاون يمني تركي سعودي، وربما “تلعب أنقرة دوراً مهماً لملء أي فراغ محتمل في ظل المشاكل الداخلية التي تعاني منها الخرطوم، المشاركة ضمن التحالف العسكري بقيادة الرياض، بالإضافة إلى الابتزاز الذي تمارسه مصر للسعودية من الناحية المالية، وهو أمر لا يوجد عند الأتراك”. وفق قوله.
وقال مراقبين ممن تحدثوا لشبكة المدى، إن أنقرة تحاول أن تلعب دوراً مهماً منذ فترة طويلة في الملف اليمني، وأنها تريد مواجهة ممارسات الإحتلال الإماراتي في حق الإخوانيين وحمايتهم في عدن، وبالتالي فإن مساعيها ستخدم الإخوانيين في نفس الوقت والذين سياسعدونها في تمكينها من بسط نفوذها في جنوب البلاد واحتلال ثرواته النفطية.
ورأ المراقبين أن أنقرة ستتمكن من لعبها دوراً مشابهاً لدور الإمارات بمبررات مختلفة تبدأ برغبتها في تقديم مساعدة واسعة لليمنيين، وتطويرها من المساعدات الإنسانية والإغاثية، وبمشاريع.
ولم يستبعد المراقبين والمتابعين أن يواجه الأتراك عوائق من قبل دول التحالف، وعدم إعطائهم مجالا أو فرصة بالنفاذ إلى الجغرافيا اليمنية والتأثير فيها.
وقال المراقبين، إن “زيارة نائب وزير داخلية تركيا لعدن تأتي في سياق بحث الحكومة الشرعية عن بدائل أخرى لحلحلة للملف الأمني الذي بات يأخذ منحى خطيراً، جعل من قيادات الدولة في دائرة الخطر من خلال الدور الإماراتي.
وأَضافوا: أن هذه الزيارة “تأتي بعد فشل الحكومة اليمنية في جهود إصلاح المنظومة الأمنية التي تسيطر عليها الإمارات، واستنفدت كل محاولاتها؛ لإقناع الأخيرة للتخلي عن مليشياتها لمصلحة تقوية الأجهزة الحكومية طيلة 4 سنوات من الفوضى والانفلات في عدن والمحافظات المجاورة لها”.
موضحا أن “هناك دفعتين من عناصر الشرطة اليمنية تتلقى دورات تأهيل وتدريب في أنقرة”.
وقال المراقبين والمتابعين، بالتأكيد فإن حكومة هادي “ربما قررت كسر الاحتكار الإماراتي للملف الأمني في المحافظات المحررة، والاستعانة بتركيا، حتى وإن كانت خصماً للدولة الخليجية، لكنها من باب آخر الدواء الكي”.
وفيما يخص موقف الإمارات، الشريك الرئيس للسعودية في تحالفها العسكري بالبلاد من أي حضور تركي أمنيا، رد قائلا: “أبوظبي أضعف من أن تواجه دولة كبرى كتركيا، عدا من دسائس يمكن أن تحيكها، لكن تواجد الأتراك مع الإماراتيين في ملعب واحد، سيعقد أجندت الطرف الأخير”.
إرسال تعليق