0

في مشهد صادم وموجع لأكاديمي من الطراز الأول أن يصنع تجار الحروب أوضاعاً مأساوية ويحولون بٌناة الغد إلى عاملين شُقاة..
الأكاديمي "النمير" ليس وحده ممن طالهم الفساد، لكنه انموذجاً أبرز، إذ لجأ إلى حمل هذه المواد في إحدى المحلات التجارية كي يسد جوع أسرته، وأولاده بعد إنقطاع الراتب واستغلال نقل البنك المركزي لأكثر من ثلاثة أعوام من قبل هؤلاء ........


شبكة المدى/ اليمن.. ومآسِ أبناءه:
دفعت الحرب على اليمن والصراع الدائر فيه شخصيات ومسؤلين وعقول ورموز العلم والمعرفة في اليمن إلى أوضاع مأساوية.
حيث لجأ دكتور جامعي للعمل في مهنة الحمل بالأجر اليومي في مدينة إب بعد أن أجبره الفقر وتردي الأوضاع المعيشية نتيجة إستغلال سلطة الأمر الواقع ممثلة بأنصار الله الحوثيين لنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن من قبل حكومة شرعية  العدوان وبالمقابل قطع مرتبات موظفي الدولة منذ ثلاثة أعوام على التوالي.

وكشفت صورة تداولها ناشطون، للدكتور الأكاديمي عبده النمير الأكاديمي في كلية الزراعة بجامعة إب، وهو يقوم بحمل مواد غذائية في أحد المحلات التجارية كي يسد جوع أسرته، وأولاده بعد إنقطاع الراتب لأكثر ثلاثة أعوام من قبل سلطة الأمر الواقع.
وأكدت مصادر مطلعة أن الدكتور "النمير" ليس هو الوحيد الذي دفعته الظروف لترك مقاعد التدريس في الجامعات ، وممارسة عدد من المهن المختلفة لكي يسدوا الجوع الذي يلاحقهم، خصوصا بعد انقطاع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين، من قبل سلطة الأمر الواقع.
وأفادت المصادر أن عدداً من الأكاديميين بجامعة إب وجامعات أخرى خاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، يلجأون لمهن مختلفة دون معرفة أحد ويحاولون التخفي من معرفة المجتمع لما آلت إليه أوضاعهم البائسة. وتشهد جامعة إب فساداً مالياً وإدارياً غير مسبوق برعاية قيادات حوثية في ظل إرتفاع إيرادات الجامعة من خلال التعليم الموازي حيث تورد مئات الملايين، إضافة إلى رفع مختلف الرسوم الجامعية بشكل كبير خلال الأشهر الماضية وبالتوازي مع أكبر فضيحة فساد واختلاس شهدتها الجامعات اليمنية في ديسمبر قبل الماضي حيث نهبت قيادات حوثية أكثر من 300 مليون ريال من خزنة مالية الجامعة بالتزامن مع حرمان الأكاديميين ومنتسبي الجامعة أبسط حقوقهم المالية.
وعمت حالة من الغضب والاستياء في أوساط الأكاديميين والطلاب والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة الوضع الذي يكابده الأكاديميون والمعلمون والموظفون في حياتهم اليومية. وقال الناشط الإعلامي في إب علي السياغي : المشاط أصبح برتبة مشير والدكتور أصبح برتبة حمال. ويعيش الأكاديميون في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، أوضاعا انسانية مأساوية، دفعت الكثير منهم لامتهان كثير من المهن للوفاء بالتزاماتهم الاسرية الضرورية، كتعبير واضح عن مدى احتقار الأنصار لمثل هذه الكوادر التي تعمل على تنوير الأجيال، واخراج قادة المستقبل، حيث يستغلون نقل البنك المركزي بعدم صرف مرتباتهم ومرتبات المعلمين والتربويين في المدارس، في حين هي قادرة على صرفها من أموال الزكاة والضرائب والجبايات التي تتحصلها من التجار والمستثمرين.

إرسال تعليق

 
Top