0

لايمكن لأي انسان عربي واممي أن يقف بجانب الحياد ، في قضية باتت تشكل مصيبة الشعب اليمني في هذا العصر . اليمن التاريخ ، ووجهة الاسلام ، واليمن حقيقة الرؤية ، فهذا البلد العربي العريق ، وتاريخه الجاذب لكل …………


شبكة المدى/ اليمن إتجاهات الحزن – بقلم/ جاسم مراد:
ثمة مفارقة في هذا الزمن الرديء ، فالوجع اليمني فاق حدود الانسانية ، باعتراف الامم المتحدة ، لكننا لم نجد احدا يشارك اليمنيين وجعهم، وكأنما صار انين الاف الاطفال ، وموت الاف اخرين ، تسلية لهذا العالم ، لايدرون بان الحزن المدفون في الصدور ، هو بالضرورة سيكون غضب الله الاتي ولو بعد حين ، عالم اختلفت فيه المعايير ، فدعاة الحرية والديمقراطية في دول الغرب ، صاروا من نوادر القدر، يقفون على ساريات سفنهم وينظرون كم طفلا يمنيا مات هذا اليوم ، ثم يزعمون بان المساعدات توقفت بسبب الجريان العالي لمياه الخليج.
يتوجع عالم القرن (الـ21) على باخرة تحمل البترول تضررت في البحر ، لكنه ينتظر في اليمن ، كم من الموتى هذا الاسبوع بسبب الجوع ومرض السرطان ، وتحسب حاسبة الغرب المتحضرة ، إن موتى هذا الاسبوع وصل الى (3000) الاف شخص نصفهم من الاطفال ، وتعود الحاسبة لتسجل إن هذا الرقم باسبوع واحد ليس ذا بال ، فلا ضرورة للسرعة بارسال المساعدات.
حاكمية الله على جميع البشرية ، فلا تفرق بين لغة واخرى ، ودين واخر ، ومذهب ومايقابله ، فهي تنشد من البشرية الرحمة والتأزر ، ورفع الضيم ، والتصدي للعاديات ، فليس هناك باعتراف المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ، من قهر ومأساة انسانية قل نظيرها في العاصر ، مثل مأساة شعب اليمن ، فليس من المعقول أن يموت الالاف ، ويمرض الملايين من صناعة البشر ، ولم تقف دول العالم أمام ذلك ، ولم تعالج بجدية اسباب ونتائج تلك المأساة . لم يعد بالامكان الحديث عن موقف ودور الجامعة العربية ، فهي التي تجنبت ماجرى في العراق وسوريا وليبيا ، فكيف بها أن تحدد موقفا مما يجري في اليمن ، ولكن رغم كل ماجرى ويجري، على هذه المنظمة العربية أن تثبت موقفا انسانيا تجاه شعب اليمن ، وتعلن عن مشروعا أو موقفا لكل الاطراف الالتزام باتفاق استكهولم ، أو على الاقل تطرح فكرة يشعر من خلالها الانسان اليمني هناك من لم ينسَ المصيبة اليمنية .
نحن هنا نتجنب الدخول بحيثيات القضية اليمنية ، لكن لايمكن لأي انسان عربي واممي أن يقف بجانب الحياد ، في قضية باتت تشكل مصيبة الشعب اليمني في هذا العصر.
اليمن التاريخ ، ووجهة الاسلام ، واليمن حقيقة الرؤية ، فهذا البلد العربي العريق ، وتاريخه الجاذب لكل من يريد ان يتعرف على ملكة سبأ بلقيس ، وعلى تاريخ هذا البلد الموغل في عمق البشرية.
وتقول الروايات الاسلامية ان النبي (ص) أول من أمر ببناء مسجد في اليمن ، الذي عثر في اقبيته على نسخ من القران الكريم بخط الامام على بن ابي طالب (ع) . فليس من المنطق العقلاني ، أن تمحو ذاكرة الجيل الجديد حرب ال (5 ) سنوات التي حطمت رؤى التجديد والبناء .
ورغم إننا مقتنعون تماما بان اليمنيين مثلما هم مدافعون بواسل في كل محطات التاريخ ، هم الان اكثر صلابة في الدفاع عن اليمن التي يسكنها (25) مليون نسمة .
ولكن هذا لايمنع إثارة النخوة عند المخلصين من العرب لوقف هــــذه الحرب المجنونة ،بغية وقف اتجاهات الحـــزن الموزعة على العوائل اليمنية ، وفي مقدمتهم الطفولة ، فهل يفعــــلها العرب ..؟

إرسال تعليق

 
Top