الصحيفة الإماراتية كشفت أسباب تبني بلادها الانقلاب على حكومة هادي جملةٌ وتفصيلاً، وكذا سبب تواطؤ وتأييد السعودية لهذا الإنقلاب، ومشاركة أنصار الله الحوثيين في الأحداث بعدن..
كما كشفت وقوف الرئيس المنفي هادي وراء تفكيك وحدة التحالف وضرورة إزاحة شرعيته أو تحريرها من قبضة هؤلاء ……...
شبكة المدى/ اليمن.. صراع وأطماع:
أعلنت صحيفة العرب الإماراتية التي تصدر من العاصمة البريطانية لندن عن انتهاء دور الرئيس اليمني المنفي هادي بقولها: أن غياب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن أحداث عدن العاصفة يؤذن بانتهاء دوره.وقالت الصحيفة في تقرير مطول سينشر في عددها يوم غد السبت تحت عنوان "غياب هادي عن أحداث عدن العاصفة يؤذن بانتهاء دوره".
"وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن من دوافع دعم الإمارات لإنقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه على حكومة هادي، وكذا من أسباب تواطؤ السعودية وتأييدها لهذا الانقلاب على حكومة هادي وشرعيته، ومشاركة أنصار الله الحوثيين في المعارك هو وقوف هادي نفسه وراء الحملة العاصفة التي يشنّها بعض أركان حكومته وعدد من الإعلاميين والنشطاء التابعين لها على التحالف العربي والمجلس الانتقالي، اضافة إلى اهتمام هادي بشخصنة الحكومة والدولة والإنفاق على مسؤليها فقط، وكذا التشبث بتنظيم حزب الإصلاح الإخواني الذي جعل هادي أسيراً لدى الإخوان.
وحاولت الصحيفة الاماراتية اقناع السعودية بمشروعية موقفها المتواطئ والمؤيد للإنقلاب على حكومة هادي من خلال ابراز مواقف وتصريحات أركان حكومته تجاه هذا الموقف التواطؤ الذي وصفه مسؤليها بالغدر والخيانة.
وأتهمت الصحيفة الرئيس هادي من خلال ناشطين وشخصيات مؤيدة له بتفكيك وحدة تحالف السعودية وبوقوفه وراء انسحاب بعض الدول من هذا التحالف مثل السودان والإمارات مؤخراً، وبالتالي وفقاً للصحيفة فإن الإنقلاب على حكومة هادي وإزاحة شرعيته ذلك مقابل ما تسببته في انهيار التحالف.
خدمة الرئيس هادي وحكومته للمجلس الإنتقالي
وقالت الصحيفة في تقريرها:
إحجام سلطة الرئيس الانتقالي اليمني عبدربه منصور هادي عن أي فعل سياسي للتعاطي مع أحداث عدن ومعالجة تداعياتها، وانصراف عدد من رموزها وأركانها إلى حملة سبّ وشتم، قدّما خدمة إضافية للمجلس الانتقالي الجنوبي وأكّدا مصداقيته في نقده لحكومة هادي باعتبارها عاجزة وعديمة الجدوى وواقعة في أسر جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح.
وتابعت:
وكرّس غياب الرئيس الانتقالي اليمني عبدربّه منصور هادي عن الأحداث العاصفة التي شهدتها مدينة عدن التي سبق له أن اتّخذها عاصمة مؤقّتة بعد فراره من صنعاء إثر غزوها من قبل المتمرّدين الحوثيين في خريف سنة 2014، انعدام دوره الفعلي مؤذنا بنهاية عملية حتى للدور الاعتباري الذي بقي له، وذلك بعد تورّطه في حملة شعواء ضدّ التحالف العربي رغم إقامته على أراضي المملكة العربية السعودية قائدة التحالف ذاته.
تأييد هادي للإنقلاب على حكومته
وأعتبرت الصحيفة الاماراتية صمت الرئيس هادي تجاه الإنقلاب على حكومته تأييداً منه ضد الإخوان، بقولها:
وأعطى صمت هادي المطبق وإحجامه عن أي عمل سياسي لمعالجة الوضع الناجم عن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن، مصداقية للمجلس الذي لطالما حذّر من سيطرة حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة الفعلية في حكومة هادي واتخاذه الأخير مجرّد واجهة لتمرير سياسات الحزب وتحقيق أهدافه.
رئيس غائب وحكومة رمزية
وقالت: ويعلّق الخبير في الشؤون اليمنية بمجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري عن الوضع الذي آلت إليه سلطة الرئيس الانتقالي بالقول “إنّ ما حدث في عدن الأسبوع الماضي شكل ضربة حقيقية لمصداقية حكومة هادي”، معتبرا أنّ “التطورات الأخيرة في عدن تظهر بوضوح أن رئاسة هادي رمزية أكثر من أي شيء آخر، وهي مجرد وسيلة للتمسك بشرعية الدولة أكثر من الجوانب العملية للحكم”.
وفي تعبير أكثر وضوحا عن انتفاء أي دور فعلي لهادي يقول الباحث في معهد تشاتام هاوس فارع المسلمي إن هادي الذي فر من عدن ويقيم حاليا في السعودية هو رئيس “غائب عن الواقع وغائب عن الأرض”. ويشير المسلمي إلى أن الحكومة اليمنية تمر حاليا “بتفتت غير مسبوق” في ظل غياب الرئيس عن الساحة ورغبة المجلس الانتقالي الجنوبي في تحويل سيطرته العسكرية في عدن إلى “واقع سياسي”.
أسباب ودوافع الإنقلاب
وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن من دوافع دعم الإمارات لإنقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه على حكومة هادي، وكذا من أسباب تواطؤ السعودية وتأييدها لهذا الانقلاب على حكومة هادي وشرعيته، ومشاركة أنصار الله الحوثيين في المعارك، هو وقوف هادي نفسه وراء الحملة العاصفة التي يشنّها بعض أركان حكومته وعدد من الإعلاميين والنشطاء التابعين لها على التحالف العربي والمجلس الانتقالي، اضافة إلى اهتمام هادي بشخصنة الحكومة والدولة والإنفاق على مسؤليها فقط، وكذا التشبث بتنظيم حزب الإصلاح الإخواني الذي جعل هادي أسيراً لدى الإخوان، وفقاً للتقرير، بقوله:
لا يعلم المهتمّون بمتابعة الأحداث المتسارعة في اليمن إن كان هادي نفسه وراء الحملة العاصفة التي يشنّها بعض أركان حكومته وعدد من الإعلاميين والنشطاء التابعين لهم على التحالف العربي والمجلس الانتقالي، أم أنّ الرجل عديم الحيلة يُستخدم مرّة أخرى واجهة للدفاع عن مصالح أشخاص متضرّرين وفزعين من سقوط السلطة التي كانت تصرف لهم رواتب مجزية وتوفّر لهم امتيازات كبيرة لقاء “عمل حكومي” صوري لا تكاد تلمس له أي نتائج على أرض الواقع، سواء في عدن أو في باقي المناطق المحرّرة من الحوثيين بجهد رئيسي من التحالف العربي وقوات يمنية أغلبها فصائل من جنوب اليمن قامت دولة الإمارات العضو الرئيسي في التحالف بتدريبها وتسليحها.
أكذوبة التحالف وخيانة الشقيقة
وحاولت الصحيفة الاماراتية اقناع السعودية بمشروعية موقفها المتواطئ والمؤيد للإنقلاب على حكومة هادي من خلال ابراز مواقف وتصريحات أركان حكومته تجاه هذا الموقف التواطؤ الذي وصفه مسؤليها بالغدر والخيانة، بقولها:
تجلّى هجوم أركان حكومة هادي على التحالف العربي ومن ضمنه السعودية في اتهام مباشر كان وزير داخلية هادي أحمد الميسري قد وجهه للرياض قائلا إنّها صمتت لأربعة أيام حتى استكملت قوات المجلس الانتقالي السيطرة على عدن، موحيا بـ”تواطؤ” سعودي في ما حدث، فضلا عن كيل الميسري كما هائلا من الاتهامات لدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستكمل عبدالملك المخلافي المستشار لدى الرئيس الانتقالي اليمني الحملة على التحالف قائلا إنّ “اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي”.
وقال المخلافي الذي سبق له أن شغل منصب وزير للخارجية في حكومة هادي في تغريدات على تويتر إنّه على التحالف أن يدرك حجم ما حدث في عدن، ومخاطره حتى وإن كانت بعض أطرافه مشاركة في ذلك.
وأضاف أن أول ما يجب إدراكه، هو أن اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي الذي أيدوه وأعطوه مشروعية، مشيرا إلى أنه ستكون لذلك عواقب يجب التفكير فيها.!
انقلاب مقابل انهيار
وأتهمت الصحيفة الرئيس هادي من خلال ناشطين وشخصيات مؤيدة له بتفكيك وحدة تحالف السعودية وبوقوفه وراء انسحاب بعض الدول من هذا التحالف مثل السودان والإمارات مؤخراً، وبالتالي وفقاً للصحيفة فإن الإنقلاب على حكومة هادي وإزاحة شرعيته ذلك مقابل ما تسببته في انهيار التحالف، بقولها:
ورغم ما يبدو من عشوائية الحملة التي تشنّها شخصيات قريبة من الرئيس اليمني، وانحدارها في أحيان كثيرة نحو كيل الاتهامات وتوجيه الشتائم والسباب، إلاّ أنّ خيطا ناظما يجمعها متمثّلا في محاولة تفكيك وحدة مكونات التحالف العربي وهو ما بدت السعودية والإمارات على بينة منه بتأكيدهما مواصلة العمل سويا لاستكمال المعركة الأساسية ضدّ المشروع الإيراني في اليمن ووكلائه الحوثيين، الذين ظهروا افضل من الشرعية بالنسبة للتحالف، والذين قبل التحالف مشاركتهم في المواجهات ولكن فقط ضد الإخوان.
إرسال تعليق