والسؤال الذي يطرح نفسه، من طلب من الرياض تنظيم مؤتمر مانحين باسم اليمن؟! من الذي فوضهم في ذلك وهم طرف أساسي في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات على شريحة واسعة من اليمن؟ لماذا… إلخ، كما في نص المقال التالي كاملاً للكاتب …...
شبكة المدى/ بقلم/ ماجد الغيلي:
صدق المثل الذي يقول اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، فبعد خمس سنوات من الحرب الظالمة والمدمرة لكل شيء في اليمن والحصار الخانق يأتي الحديث اليوم عن مؤتمر مانحين تستضيفه السعودية في الرياض لمساعدة الشعب اليمني الذي عانى ولا زال يعاني من عدوانهم وحصارهم.هذا المؤتمر المراد منه تلميع السعودية وتجميل صورتها على المستوى الإقليمي والدولي يأتي اليوم والنظام السعودي يعاني من تراجع في اقتصاده ظهر من خلال سياسات تقشف فرضها على موظفي الدولة جراء كلفة الحرب على اليمن وتراجع أسعار النفط بسبب كورونا وابتزاز ترامب المستمر للملك سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان أموالا هائلة تحت عنوان الحماية الأمريكية وبشكل علني، فلعل هذا المؤتمر الذي يأتي تحت مبرر مساعدة اليمن هو محاولة لرفد الاقتصاد السعودي الموشك على الانهيار، وإلا فالشعب اليمني لا يصل له من أولئك المدعون سوى الصواريخ والقنابل الفتاكة منذ خمس سنوات، حتى الرواتب وهي حق مكفول قانونيا لكل موظف سعى هذا العدوان لاستهدافه من خلال نقل البنك من صنعاء إلى عدن لإلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى لكل موظفي الدولة شمالا وجنوبا من خلال تلك الخطوة الإجرامية والغير مسؤولة.
اليمن لا يحتاج إلى مساعدة مزعومة ولا إلى عقد مؤتمر مانحين باسمه، اليمن يحتاج إلى إعلان رسمي لوقف الحرب ورفع الحصار، هذا كل شيء، فمتى كان للمعتدي أن يمنح؟ ومتى كان للمعتدي أن يمد يد المساعدة وعدوانه ومرتزقته مستمر ليل نهار على مدار الساعة دون توقف في مختلف المناطق والمحافظات، فاليد التي تقتل لا تساعد، اليمن التي تُحتل لا تُمنح، اليد الطامعة بخيرات اليمن وثرواته لا يمكن أن تقدم شيئا له أو باسمه إلا استغلالا أكثر لمأساته وأكل كل استحقاقاته، يعملون مؤتمرا باسم اليمن ويأكلون ما يقدم من مساعدات لهم وللمنظمات الدولية اللا إنسانية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، من طلب من الرياض تنظيم مؤتمر مانحين باسم اليمن؟! من الذي فوضهم في ذلك وهم طرف أساسي في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات على شريحة واسعة من اليمن؟ لماذا هذا المؤتمر لمساعدة اليمن الآن؟ لماذا لا يُقام مؤتمر رسمي باسم السعودية لإعلان إعادة البنك المركزي من عدن إلى صنعاء ودعم هذا البنك لصرف مرتبات الموظفين في الشمال والجنوب؟ لماذا لا يتخذون خطوات صادقة وحقيقية بدلا من الكذب والخداع والزيف وتلميع صورة المجرم بن سلمان ونظامه المتورط بالكثير من الملفات في المنطقة؟ هناك الكثير من الأسئلة التي تكشف زيف ادعائهم وأنهم لا يريدون لليمن أي خير، ومؤتمرهم هذا لا يعني اليمن لا من قريب ولا من بعيد ومن حضره من المرتزقة اليمنيين وأيده بالكلمة أو التغريدة أو الموقف فإنه يمثل نفسه كمرتزق عميل للعدو الخارجي ولا يمثل أبناء الشعب اليمني الشرفاء.
عدن التي يطلقون عليها العاصمة المؤقتة فضحتهم كما لم تفضحهم أي مدينة أخرى في اليمن، عدن التي تعد بحسب تعبيرهم إحدى المحافظات المحررة في الجنوب ما الذي قدموه لها خلال الخمس السنوات الماضية!؟ عانت وتعاني الأمرين حتى اللحظة، تضررت من السيول ولم يلتفت إليها أحد من هؤلاء الكاذبون (الإمارات والسعودية والمنظمات التي تدعي الإنسانية)، عانت من انتشار الأوبئة بما فيها وباء كورونا ولم يحرك أحد منهم ساكنا، وإن قدموا شيئا كان شيئا بسيطا جدا لا يفي بالمطلوب ولا يحل المشكلة، وقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن أكثر حالات الوفاة بكورونا عالميا هي في عدن، لكن ماذا قدم كأمين للأمم المتحدة إزاء ذلك، لا شيء، هل عقدوا مؤتمرا بتلك المناسبة المريرة، لم ينظموا شيئا، بل كانوا يزايدون بالأرقام ليربحوا الأموال من خلال ذلك، هذا هو عمل هذه المنظمة الأممية للأسف الشديد، ترتاع على مأساة الناس في جميع أرجاء العالم بما في ذلك اليمن الذي يعتبر بيئة خصبة للاسترزاق باسمه وطلب المساعدة باسمه ونهب المليارات باسمه وعقد المؤتمرات باسمه، عدن فضحتكم فكفاكم كذبا يا أقبح من عرفهم تاريخ البشرية.
إرسال تعليق