عندما تعمل من خلف الكواليس، ولا تحب الظهور، فحقاً أنت إنسان..
اليمن كلها ولادة أحداث.. ولأننا لم نرتقِ سوى من عنف إلى عنف.. فإليكم نص المقال كاملاً للكاتب ……
شبكة المدى/ بقلم: خالد الأسدي:
عندما تعمل من خلف الكواليس، ولا تحب الظهور، فحقاً أنت إنسان..
اليمن كلها ولادة أحداث..
ونعيش أحداثها منذ نعومة أظافِرنا كوارث وأوبئة وصراعات ونزاعات وفقر ونزوح ولجوء ومجاعة وتدني في معظم جوانب الحياة.. لم نرتقِ سوى من عنف إلى عنف..
يوجد فيها كل شيئ..
حتى المنظمات والجهات الرسمية والخاصة الداخلية والخارجية التي تسعى لاحتواء هذه الأحداث والظروف، نجد أهداف معظمها استثمارية وبمسميات إنسانية أو خيرية أو أو أو، وواحداً بالمائة منها تعمل بإنسانية خالصة وطوعية وإغاثية مؤمنة ولا تحب الظهور بكل أو بشيئٍ من ذلك..
ففي الظلمات تتوغل فرقها ويسطع نور هلالها الأحمر اليمني إليها لتظيئ لمن يعيشون في ظلام العيش بالمأوى، ولإنقاذ آخرين من تحت الأنقاض بالإسعاف والطب والدواء..
وفي الصحارِ والبحار يقطع متطوعي الهلال المسافات من حيث توقف الآخرين ليصلوا إلى من أُخرجوا من ديارهم وليحتووهم بالغذاء والطب والتأمين والمأوى والدواء..
وفي الصراعات والنزاعات تقدم جمعية الهلال الأحمر اليمني تضحيات جسام بروح الإنسان الفدائي لإنقاذ الإنسان، بل وحتى الحيوان..
معتقدات متطوعيها رسالتها، ورسالتها إيمان، وإيمانها رحمة، ورحمتها هي شيئاً ما أوكله الله سبحانه إلى القائمين على هذه المنظمة الإنسانية سواءً كانت معتقداتهم ودياناتهم، فهي حقاً رسالة رحمة للإنسان وسواءً كانت توجهات هذا الإنسان ومعتقداته ودينه، فهي لا تميز بين عربيٌ وأعجمي فقط توجهها ورسالتها وهدفها إنساني وفي معزلٍ عن السياسة التي تنتج كل هذه الظروف والنزاعات وغيرها..
وحدها.. تكاد جمعية الهلال الأحمر اليمني المنقذ الفعلي للإنسان اليمني خاصة " نازحاً أو لاجئاً .. جريحاً أو فقيراً"..
ووحدها.. تزرع بخدماتها الإبتسامة وتبعث الأمل للمريض والفقير والجريح ككل، "من أجل حياة آمنة ومجتمع ينعم بالسلام"..
ووحدها.. تصنع السعادة دون كللٍ أو ملل، بتكاليف لاتساويها ملايين الدولارات أو المليارات، بل بقيمة تضحيات نوعية من متطوعيها في الصراعات والأوبئة القاتلة..
ووحدها.. يجب أن تُمنح كل التقدير والعرفات والتعاون الرسمي منظمة دولية انسانية إغاثية طوعية وليست حكومية أو خاصة ولا تتبع حتى دولة، نعم أسسها رجل من منطلق انساني وهو انقاذ الجرحى وانتشال الجثث..
ووحدها.. وقفت مسانداً واسناداً للجانب الحكومي في التعليم والصحة والبيئة ووو غيرها جوانب..
ووحدها.. عملها إنساني بحت ومتعدد الجوانب.. والفاعل إنساني واحد لا تحب اظهار عملها ولا تسليط الأضواء الإعلامية على أعمالها الإنسانيه..
ووحدها.. رسالتها.. تحمل رضاء ومحبة الخالق سبحانه وتعالى لدورها..
ووحدها هي جمعية الهلال الأحمر اليمني .. رسول السلام وسفير الإنسانية..
ووحدها.. المنظمة الدولية الإنسانية الوحيدة فرع اليمن التي عرفها القاصي والداني في شمال وجنوب اليمن، بدورها المحايد، المنحاز فقط للإنسانية..
ووحدها.. تُعرف بعطائها.. بانقاذها.. بحياديتها.. بشفافيتها.. بإنسانيتها.. بكل أعمالها وليس بأقوالها..
ووحدها.. المنظمة الوحيدة التي فيها جانب إعلامي كأي منظمة ومنشأة، ولكنها ليس لوظيفة النشر والترويج، بل لوظيفة التوعية والتثقيف الإنساني..
وللأسف وهو الخلاصة والمراد ذكره: إعلامنا الرسمي والمستقل ليس له علاقة بقضايا التنمية والإنسانية، بل هو دور يتّسم بالمتاجرة بالمهنة..
القائمين عليه قيادات ومراسلين يجدهم القاصي والداني يلهثون وراء مقابل ما سينشروه وإن كان كفراً وهذا حاصل، أيضاً يتبنون قضايا ظلم لنصرة الظالم على المظلوم، مطبّقين النظرية الأمريكية "مع الغالب على المغلوب"..
المقصود من هذا، لماذا لم نتأثر نحن الإعلاميين والصحفيين كأقل تقدير بهذه الأعمال الإنسانية التي نراها تتجسد واقعاً ملموساً بأفعال الخير وليس بأقوال الشر?
لماذا لم نأنّسن دورنا الصحفي والإعلامي ليصفنا المتابعين والمتلقين والمستهدفين بغرائزهم وعقولهم وعواطفهم، بمختلف توجهاتهم وانتمائاتهم "إنسانيين" بدلاً من التوبيخ والوصف بالوحشيين?
لماذا لم نؤمن أننا نخوض مهمة السلطة الرابعة ومسؤلية صناعة القرار?!
لماذا نروّج لأعمال باسم الإنسانية? هل لأنها استثمارية?!!
متى تتسع قلوبنا للإنسانية ومتى تتعي الرحمة?
إذاً .. من سمح لهؤلاء بامتهان هذه الرسالة النبوية المقدّسة والإنسانية المفبّركة?!
حتماً .. لابد من دراسة ورسالة ماجستير جماعية لجميع منتسبي الإعلام الرسمي والمستقل في الاعلام اليمني وخلال ثلاثة أيام بعنوان "العمل الإنساني.. وأنسنة الإعلام الغائب في أنسنة الأعمال"..
خالد الأسدي
رئيس دائرة الصحافة الإلكترونية - اليمن
إرسال تعليق