شبكة المدى/ كتابات: بقلم/ موسى المليكي:
متى يستعيد الوطن عافيته؟
الوطن هو بيتنا الكبير الذي نعيش فيه وهو المظلة الجامعة التي يستظلُ الجميع بضلها وهو الخير الذي يُنعم الجميع برزقهِ وبركته.. الوطن هو الصخرة العتيدة التي نتحصن بها، والملاذ الآمن الذي نلجأ إليه في وقت الشدائد والمحن، وفي الخير والشر، والسعادة والرفاهية، وفي السلم والحرب.
حينما تتألم الأوطان من أوجاعها ومن آلامها ومن كروبها لن تجد لها نصيراً ولا مدافعاً ولا حامياً سوى أولئك الرجال الشرفاء والمخلصين لا سواهم..
حينما تدمّر الأوطان والديار وتسحق البشر ويعشعش الفقر والبطالة، ويزداد حجم الفساد ويكثر الفاسدين وتنهب الأموال، ويكثر المتسولين، وتسفك الدماء، وتزهق الأرواح، ويُغيب الأمن، ويُغيب دور القضاء، وينهار التعليم، ويسرح الطلاب من مدارسهم، ويخيم الجهل، فتنهار العملية التعليمية، ويملشن الجيش، وتختفي الكوادر، فيغيب النظام والقانون، وتغيب هيبة الدولة، ويظهر المجرمون والفاسدون، واللصوص، والنهابون، وقطاع الطرق، والإرهابيون، ليقتلوا كوادرنا وينتقموا من قيادتنا، وحينما تستفحل الجريمة، ويغرق الشباب في سموم المخدرات.. فمن يبني الوطن ويستعيد الوطن المختطف الذي ننشده ونحلم العيش فيه بسلام.
متى يستعيد الوطن عافيته ومتى يستريح من آلامهِ ومتى يشفئ من أسقامه إذا كان المتسبب لكل هذه الأمراض والبلايا والمحن والرزايا، التي تسببت بكل معاناته وأنهكت جميع أبناءه.. لاشك بإنهم هم الفاسدين المستبدين وتلاميذهم المتحزبين، هم من يطعنوه في خاصرته ويرفعون ويرددون شعار الوطنية، ويتغنون بها ويتدثرون بها زيفاً ونفاقا ورياءً.
من يحمي الوطن ويضحي من أجله ويوهب دمه وعرضه ونفسه رخيصةً له، ويعمر بنيانه، ويسهر على حماية أمنه، ويصون كرامته، وكرامة أبناءه، ويحافظ على سيادته، ويحمي الحقوق، ويراعي الأصول، ويعيد له مجده وسؤدده، ورخاءه وإزدهاره، إلا الرجال الشرفاء والمخلصين، هولاء وحدهم هم الجنود المجهولون هم حصنه الحصين ودرعه المتين وسياجه المنيع.
عذراً يا وطني.. فقد أصبحت الضباع تنهش من جسدك الطاهر وأصبح العيش فيك أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد، لقد أصبحوا حاكموك وأمروهم هم جلادوك، وأصبحت الضباع البشرية تتقاسم ثرواتك وتستبيح خيراتك، وتنتهك سيادتك، وتجوّع أبنائك.
………………………………………………………………………
للمشاركات والنشر، والتواصل على:
777098281
………………………………………………………………………
إرسال تعليق