0



شبكة المدى/ كتب/ المحرر السياسي:

لا ثقة في أي حكومة يمنية جديدة يتم تشكيلها على مر تاريخ الحكم اليمني أستطاعت الوصول إلى مستوى تحقيق أمنيات وطموحات الشعب، سوى حكومتين الأولى في عهد حكم الرئيس التنموي والشهيد المغدور إبراهيم الحمدي "رحمه الله" لكنها لم تستمر، والثانية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح برئاسة فرج بن غانم "رحمه الله" وللجميع العفو والمغفرة..
حالياً وفي عهد الأنصار، صحيح تفائل الشارع اليمني بالتغيير الجذري الذي طال انتظاره للولوج به للنور، لتخفيف غليله من منغصات العيش في جوانب الحياة نتيجة الإقصاء والتهميش والظلم والتمييز..

وبالتالي لم تكن حكومة التغيير والبناء الجديدة برئاسة أحمد غالب الرهوي عند توقع الشارع اليمني قبل إعلانها وتشكيلها بثوبها الجديد والمقتضب الذي غير توقعه إلى تفاعل بتفائل للشارع الشمالي، وأنبت أمنية الشارع الجنوبي بأن يحظى بجديد حكومة كهذه تلامس احتياجاتهم الأساسية ولو تتركهم وشأنهم.

حكومة التغيير والبناء، وحدها نستبشر بخيرها، قياساً بالدور الذي التمسناه من قبل أ.أحمد غالب الرهوي كعضواً في المجلس السياسي الأعلى حينه، إذ مثّل بتوجهه الفكري ورؤيته التنموية جسراً تنموياً بين المجلس السياسي وبين المجتمع اليمني من جانب، وبين قيادتي السلطة الثورية والسياسية وبين العقول والتوجهات التنموية والرؤى الوطنية من ساسة ومفكرين ومثقفين وناشطين من جانب، فدعمه للمبادرات المجتمعية وحده يكفي للاستبشار بقيادته نحو التغيير والبناء، فهو يؤمن بأن مبادرات الوعي والتنمية المجتمعية هي طموحات المجتمع للتغيير الأمثل.

لذا مثّل تشكيل هذه الحكومة صدمة لوزراء الفوضى والعبث والفساد والإقصاء والتهميش والظلم والتمرد السابقين، فيما مثّل صفعة قوية لحكومة التقاسم السعودي الإماراتي في جنوب البلاد التي تمثل حكماً جائراً على المواطنين في المحافظات الجنوبية، فيما يتمنى المواطن في المحافظات الشمالية من هذه الحكومة المعنية بهم مثلما مثَلت صدمة للفاسدين في الداخل وصفعة للمتآمرين في الخارج، أن تمثّل لهم صفقة انتصار لأحلامهم المغتالة وحقوقهم المسلوبة وقضاياهم المهملة ومظلومياتهم القاهرة.

وحتى الآن نستطيع القول: تجلى أول نجاح لحكومة التغيير والبناء في عدة أمور منها، دمج وزارتين في وزارة واحدة لاختصار الإنفاق لألّاشي، وأيضاً الإنتصار للنور والتنمية المتمثل بالتعليم الذي تراجع لأدنى المستويات، وجاء تغيير وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي بمثابة انقاذ ليس إلا لمستقبل الأمة اليمنية، الثالث إبقاء اللواء عبد الكريم الحوثي وزيراً للداخلية، قرار وطني موفق وحظي بتأييد شعبي، لكونها الوزارة الوحيدة التي فرضت للدولة قيمتها ومكانتها وأهميتها شعبياً لدى المواطن، ووحدها مثَلت الدولة بجدارة القيادة واستشعاراً بالمسؤلية الوطنية في تقديم خدمات دورها المتعدد للمواطن، والذي تجسّد عبر قطاع الأمن والمخابرات في كبح المؤامرات الخارجية المعادية انجازات ونجاحات لا تستوجب علينا والقائمين عليها اظهارها علناً، وكذلك قطاع شرطة المرور تمثل في فرض هيبة ومكانة الدولة بفرض النظام المروري وتطوير خدماته وتجويد تقديمها للوطن وأنسنتها للمواطن، ومن أبرز ملامحها إنشاء وحدة الضبط المروري في عواصم المدن ومؤخراً شرطة السير في الخطوط الطولية بين المحافظات، واللتان تقومان بأدوار جهات معنية أخرى كالأشغال والإنقاذ والإسناد والدفاع والإحسان.. أخيراً بالنسبة للداخلية لتظل وزارة الدولة للوطن والمواطن.


كذلك ظهر مؤشر هذا النجاح الأولي لحكومة التغيير والبناء الجديدة في تحرير قطاعات أخرى تلامس معيشة المواطنين من قيود وزرائها، كتغيير وزير الصناعة والتجارة الذي تبنّى تنفيذ المؤامرات والحصار الخارجي على الإقتصاد اليمني بسياسة قرارات وتوجهات معادية للمنتَج والتصنيع المحلي اللذي يمثل هوية وطنية من جهه، وبدعم مصادر التصنيع والإنتاج الخارجي على حساب المستوردين المحليين من الخارج ومثلهم المصدّرين من الداخل، وإجراءات أشد فتكاً بمعيشة الإنسان اليمني، ليصبح توجه وزارة الصناعة والتجارة محل شكاوي التجار والمستوردين والمستهلكين، وليمثل مصدر هذا التوجه مصدر قلق لدى قيادة الثورة، وتمرداً على توجهات وطنية.

خالد أحمد الأسدي
رئيس فريق الرصد والتوعية والتقييم المجتمعي
رئيس مجلس إدارة الصحة والبيئة
رئيس دائرة الصحافة الإلكترونية

إرسال تعليق

 
Top