0


 

شبكة المدى/ طـ.ـوفان الأقـ.ـصى.. غـ.ـزة تحترق/ رصد ومتابعات:

في 7 أكتوبر 2023 شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوماً غير مسبوقاً على جنوب إسرائيل، وصف بالانكسار بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وبالكابوس بالنسبة لسكان غزة، وأشعل شرارة حرب ضارية بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وبين جيش الإحتلال الإإسرائيل، جميع ضحاياها حتى الآن 7 أكتوبر 2024 من بلوغ الحرب عامها ودخولها العام الثاني لتتسع رقعتها في المنطقة، مدنيين جلّهم من النساء والأطفال والشيوخ، وعدّادهم حتى الآن نحو 41500 شهيداً، ونحو 62200 جريحاً ومصاباً.

معاناة وجرائم بلغة الأرقام
رصدت شبكة المدى خلال عام من جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، ما استطاعت جمعه من بيانات تتضمن جرائم "قتلٌ وتشريد.. دمار ورعب.. مآسي ومعاناة.. جوعٌ ومجاعة.. نزوحٌ وخوف.. اعتقالات وتعذيب.. حصارٌ وتهجير"، مُنتجها طوفان خارجي، ومنفذها احتلال إسرائيلي، وضوئها إرهاب أمريكي، واسنادها تعاون دولي، وتمويلها تآمر عربي.
ورصدت أحاديث نازحين ومتشردين ومصابين في غزة لوسائل الإعلام الغربية المهتمة بأوضاعهم، والذين تغيرت حياتهم بشكل جذري، مما يكشف قصص المعاناة الإنسانية خلف الأرقام الهائلة.

أهداف مدنية
ووفقا للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، ارتكب الاحتلال خلال الحرب أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين تم استهداف معظمهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90% من المجموع الكلي لسكان القطاع.

إنتهاكات إنسانية
وارتكب الاحتلال جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما فيها استخدام الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم بانتظام دروعا بشرية أثناء المعارك، بحسب وثائق جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.

اعتقالات وتعذيب
واعتقلت سلطات الإحتلال 5 آلاف أسير من القطاع، بمقتضى قانون "المقاتلين غير الشرعيين"، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.

استهداف منقذون
ولم يسلم العاملون في المنظمات الدولية والإنسانية من نيران الاحتلال، التي قتلت نحو 200 موظف، كما هاجم قوافل الإغاثة ودمر العديد منها، وقتل ما لا يقل عن 172 صحفيا، كان استهداف العديد منهم مباشرا ومتعمدا، كما خرّب البنية التحتية لمعظم المؤسسات الإعلامية، لمنع تغطية الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها.

تدمير .. وحصار
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية واسعة استهدفت المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والمأوي، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وسط مشاهد من دمار هائل في المباني والمرافق الحيوية.
وفي التاسع من الشهر ذاته، فرض الاحتلال حصاراً شاملا على قطاع غزة، وأغلق كافة المعابر وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع، وخلال أيام أمر بإخلاء شمال القطاع، تأهبا لقصفه.

الموقف الدولي
تمثل فقط في التحذيرات الدولية مما اعتبرته بعض الدول حرباً فقط، وعلى الرغم منها، عزز جيش الإحتلال الإسرائيلي عدوانه وحربه، بتنفيذ اجتياحا بريا نحو جنوب ثم شمال قطاع غزة، ليجبر السكان بالنزوح واستهدافهم عدة مرات، في حين هاجم الجيش مناطق مختلفة من القطاع التي توغل إليها، واستولى على عدة مناطق وأبرزها مدينة رفح الحدودية مع مصر، ونفذ عمليات عسكرية في مركز المدينة، ضاربا عرض الحائط بالتحذيرات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي دعت لوقف الهجوم فورا.

ووسع جيش الإحتلال الإسرائيلي توغله في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان، وجرف مساحات شاسعة من الأراضي والحقول وهدم مباني شرقي قطاع غزة، وأحدث تغييرا جذريا في جغرافية مدينة رفح، وسعى لإنشاء خط سيطرة على طول الحدود المصرية.

اغتيالات قادة
وإلى جانب ذلك صعد وتيرة الاغتيالات في صفوف قادة المقاومة، فقد اغتال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز 2024 في إيران، وكان قد اغتال نائبه صالح العاروري في يناير/كانون الثاني من العام نفسه في لبنان.
ومن جانبها، استمرت المقاومة المسلحة في القطاع في عملياتها النوعية فنصبت كمائن وأطلقت صواريخ على مواقع إسرائيلية، مما أوقع خسائر في المعدات والأرواح.

وبحسب المصادر الإسرائيلية الرسمية قتل في الحرب، حتى 25 سبتمبر/أيلول 2024 ما مجموعه 715 جنديا إسرائيليا، منهم 346 منذ بدء العمليات البرية في غزة، وجرح 4473 جنديا، منهم 2290 منذ بدء الاجتياح البري.

سلاح التجويع
منذ بداية الحرب على غزة استخدم جيش الاحتلال التجويع سلاحاً، فيما سارعت السلطات الإسرائيلية منذ بداية الحرب إلى فرض حصار شامل على القطاع، بهدف الضغط على المقاومة لإطلاق سراح الرهائن، فأغلقت جميع المعابر، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والطبية، كما عمدت إلى تدمير المصادر الحيوية المحلية للغذاء كالزراعة والصيد.

كابوس المدنيين
وإلى معاناة المدنيين النازحين والمشردين والمهجّرين..
تشعر "فاطمة الدعمة" التي شهدت وعائلتها أشهراً من القتل والتدمير والتجويع وظروف حياة وصفتها بـ"المهينة والمذلة"، أنها في غيبوبة منذ سنة وأنها قد تصحو يوما لتجد غزة التي تعرفها "جميلة وتعج بالحياة".
تقول: رغم كل ذلك تتمسك بالأمل؛ "سنعيد بناء ما دُمّر.. ونعيد الحياة لغزة". لم تغادر فاطمة الدعمة وعائلتها شمال غزة، وشهدوا 

تفشّي الأمراض والأوبئة
قطع الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه على غزة إمدادات الوقود والكهرباء والأنابيب التي تزود سكان القطاع بالمياه، مما تسبب في إغلاق محطات تحلية المياه والصرف الصحي بشكل كامل، وأدى إلى تفاقم مشاكل نقص مياه الشرب النظيفة وسوء الصرف الصحي.
ونجم عن ذلك، تفشي العدوى البكتيرية التي تنقلها مياه الشرب الملوثة، مثل مرض الزحار والتيفوئيد وشلل الأطفال.

انهيار النظام التعليمي
اتخذ الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه على غزة المدارس أهدافا رئيسية لنيرانه، وأسفر قصف المدارس، الذي تصاعد بوتيرة أصبحت شبه يومية، عن عشرات المجازر وما يزيد عن ألف من الضحايا، فضلا عن الجرحى والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، ولا سيما أن المدارس أصبحت ملاجئ مكتظة بالنازحين، الذين اعتبروها ملاذا آمنا بموجب القانون الدولي الإنساني.

غزة.. الحياة والموت معاً
غيرت الحرب حياة أشرف العطار، الممرض في المستشفى الأوروبي بخان يونس، للأبد.

قال أشرف إن زوجته وأطفالهما الستة قتلوا في غارة إسرائيلية على دير البلح وسط غزة "في لحظات، كلهم مرة واحدة".
كانت هالة، زوجة أشرف، تعمل في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.
ابنهم الأكبر إحسان يبلغ من العمر 15 عاما. "كان سندي في الحياة" يقول أشرف بحسرة.
أما ابنته الصغرى وتين فلم يتجاوز عمرها عاما وثمانية أشهر.

وكان لهالة وأشرف أربعة توائم، ولدان وبنتان عمرهم عشر سنوات. كانوا "هدية من الله" كما يقولان عنهم.
جيش الإحتلال الإسرائيلي نادراً ما يعلق على الغارات الفردية، ولذلك لم يقدم معلومات فورية حول الهجوم الذي أسفر عن مقتل عائلة أشرف في الساعات المبكرة من صباح 18 أغسطس.

وأفاد بيان في اليوم التالي أن الجيش نفذ عملية في أطراف دير البلح بهدف "تحييد إرهابيين وتدمير بنى قتالية فوق الأرض وتحتها".
انضمت هالة وأطفالها الستة إلى أكثر من 40 ألف قتيل فلسطيني منذ بداية الحرب في غزة.

اعتداءات المستوطنين
وفي الضفة الغربية المحتلة تزايد العنف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتقول الأمم المتحدة إن 693 فلسطينيا قتلوا في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، حتى تاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2024، بينهم 676 شخصا قتلته القوات الإسرائيلية و12 شخصا قتلهم مستوطنون إسرائيليون.
بينما تبرر إسرائيل إن عملياتها في الضفة الغربية تهدف إلى وقف الهجمات الفلسطينية القاتلة على إسرائيليين في الضفة وإسرائيل.

توسيع الاستيطان
وتشرف الحكومة الإسرائيلية الحالية على توسيع رقعة المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
ويخشى الفلسطينيون من أن حكومة اليمين الإسرائيلية تعمل على جعل المستوطنات هناك واقعا لا رجعة عنه.

الوضع الإسرائيلي
يعتبر هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. قتل فيه أكثر من 1200 شخص، حسب آخر الإحصاءات الإسرائيلية المقدمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وأخذت حماس والفصائل المشاركة معها في الهجوم 251 رهينة إلى غزة.

أطلق سراح بعضهم خلال العام الماضي؛ عدد منهم عن طريق المفاوضات وآخرون خلال عمليات عسكرية.
كان ياردن بيباس البالغ من العمر 34 عاما وزوجته شيري وطفلاهما من بين الرهائن.

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني قالت حماس إن شيري والطفلين قتلوا في الأسر بغارة إسرائيلية.. بينما قالت الحكومة الإسرائيلية إنها لا تزال تحقق في ادعاء حماس.

أورفي بيباس ليفي، أخت ياردن، قلقة بشأن مصير أخيها وعائلته لكنها لا تزال تأمل في أن يكونوا أحياء.
تقول أورفي إنها تخشي من أنهم لن يستطيعوا الاحتمال طول مدة الاحتجاز وظروفه التي تصفها بـ"غير الإنسانية" خاصة بالنسبة لأطفال في ذلك السن.
تقول أورفي أنها "تصارع من أجل التمسك بالأمل".

كانت أدا ساغي، الناشطة في مجال السلم والبالغة من العمر 75 عاما من بين الرهائن الذين احتجزتهم حماس في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
احتجزت أدا لمدة 53 يوما قبل أن يطلق سراحها خلال أسبوع هدنة يوم 24 حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتقول أدا إنها "لم تعد تؤمن بالسلم".

شهدت هدنة نوفمبر/ تشرين الثاني الإفراج عن 105 رهائن لدى حماس و240 معتقلا فلسطينيا لدى إسرائيل، وفشلت كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب حتى الآن.

نزوح نحو المجهول.. ومأوى بلا أمان
حتى تاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2024، قدرت الأمم المتحدة عدد السكان المتبقين في غزة بـ 2.1 مليون ساكن، 90٪ منهم نازحون.

خلال عام من الحرب، أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء عدة ووجه السكان في غزة نحو مناطق قال إنها "آمنة"، ولاحقهم بالغارات. 

وقال تقرير لمنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) في أغسطس/آب 2024 إن 1.7 مليون شخص في غزة وجهوا نحو منطقة مساحتها 48 كيلومترا مربعا فقط.

ما يجعل الكثافة السكانية في تلك المنطقة تساوي 35 ألف ساكن في كل كيلومتر مربع واحد.

نزوح يلاحقه الرعب
نجود أبو كلوب، البالغة من العمر 31 عاما، واحدة من بين ما يقدر بـ 1.9 مليون نازح في غزة.

نزحت نجود وأطفالها الأربعة 11 مرة، أحيانا بسبب القصف الإسرائيلي أو تحذيرات الإخلاء وأحيانا أخرى بسبب اكتظاظ أماكن اللجوء وانتشار الأمراض.

تعيش نجود وعائلتها الآن في خيمة في منطقة المواصي القاحلة في خان يونس.. أعلن الجيش الإسرائيلي المواصي "منطقة آمنة" في السابق لكنه هاجمها بعد ذلك.

لا تفكر نجود في النزوح مرة بعد مهما حدث.

البحث عن مأوى مستهدف
نازحون كثر في غزة لن يجدوا مأوى يعودون إليه بعد انتهاء الحرب.
في مارس/ آذار هذا العام قال خبراء في الأمم المتحدة إن أكثر من 70٪ من كل البيوت في غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب.

في الأيام الستة الأولى فقط من الحرب أطلق جيش الطيران الإسرائيلي على غزة أكثر من 6000 قنبلة.

وبدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة من شمال القطاع ثم تمددت على طول الخريطة وصولا إلى رفح جنوبا على الحدود مع مصر وخلفت دمارا هائلا في كامل قطاع غزة.

مع بداية يوليو/ تموز 2024 قدرت الأمم المتحدة الركام الذي خلفه تدمير البنى في غزة بأكثر من 40 مليون طن.

أي بمعدل 115 كيلوغراما من الركام في كل متر مربع واحد من أرض غزة.

وتقدر الأمم المتحدة أن التخلص من كمية الركام هذه قد يحتاج 15 عاما وأكثر من 500 مليون دولار أمريكي.

ويشكل الركام المكدس خطرا إضافيا على السكان بما يحويه من مواد ضارة وأجزاء غير متفجرة من القنابل.

يقدّر تقرير صادر عن برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة (UNPD) في مايو/أيار 2024 أن "تستغرق إعادة بناء البيوت التي دمرت بالكامل خلال هذه الحرب في غزة حتى سنة 2040" وهذا باعتبار "أفضل سيناريو ممكن".

الموت من كل اتجاه
فقدت أسيل شقيقها الوحيد في هذه الحرب، وتعاني أمها من مرض السرطان وفشلت كل محاولات إخراجها من غزة للعلاج حتى الآن.

والد أسيل يعاني مرضا في الكلى وتزداد حالته تعقيدا مع نقص الماء وانعدام ما يناسبه من أغذية.

في أحلك الأيام تشعر أسيل أنه لم يبق لديها شيء تحيا لأجله، كما قالت لبي بي سي.

وفي أيام أخرى يعتريها بعض الأمل وتقول إنها تتمنى أن يحصل والداها على العلاج اللازم لإنقاذ حياتهما وتتمكن هي من الالتحاق بخطيبها في قبرص عندما تنتهي الحرب.

في الأثناء يصبح الوصول إلى حل ينهي الحرب باتفاق وقف إطلاق نار دائم أصعب فأصعب، مهما أمل فيه وتعلق به المثخنة قلوبهم بجراح هذه الحرب.

ويزداد الوضع تعقيداً يوماً بعد يوم مع توسع رقعة الحرب بسرعة في منطقة الشرق الأوسط.

إرسال تعليق

 
Top